responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 251
يشاء، والله عليم بالتوبة الصادقة النصوح، حكيم فى قبول هؤلاء التائبين المنيبين إليه، ليعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.

تكرير للتقرير:
وإنّ القارئ ليلمح فى هذه الآيات الكريمة: الإسهاب والإطناب، وتكرير المعانى والألفاظ، وقد يقال: إن الإطالة ليست من الإعجاز، والتكرار ليس من البلاغة، وهذا خطأ فى الحكم عظيم، فإن البلاغة مراعاة مقتضى الحال، والإعجاز نفاذ المعانى إلى النفس واستقرارها فيها بصورة لا يصل إليها أسلوب آخر.
والمقام هنا: مقام تكوين وتأسيس وإنشاء للأمة الإسلامية الجديدة، التى تأذّن الله لها أن تحمل إلى الإنسانية بأجمعها رسالته الشاملة الخالدة الباقية، وتكوين خير أمة أخرجت للناس، وذلك لا يتم إلا بتخليصها من كل عناصر الفتنة والضعف والشغب والفساد والتّهدّم مهما كانت التضحيات فى هذه الوسائل، حتى تصير نقية قوية خالصة صالحة، فاقتضى المقام الإطناب فى صفات المشركين والمنافقين، والتطويل فى واجبات المؤمنين المجاهدين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حىّ عن بينة والله سميع عليم، فهو تكرير للتقرير، والمكرر فى هذا المقام أحلى، وحكمة الله أجل وأعلى.

تصفية وتخليص:
ولهذا أهاب الحق تبارك وتعالى بالمؤمنين بعد هذا البيان الشافى بأن يستمسكوا بأمرين: الجهاد الحق فى سبيله والنّصرة الكاملة، والبعد التام عن إيذاء الله ورسوله، وألّا يتّخذ مؤمن وليجة وصلة ومودة ورابطة بينه وبينهم أبدا من دون الله ورسوله والمؤمنين.
وهو تبارك وتعالى خبير بخلجات النفوس، عليم بخائنة الأعين وما تخفى الصدور، وبيّن أن تلك سنته الماضية فى امتحان أهل الإيمان فى كل عصر وزمان، وأنها تطبق عليهم كما طبقت على غيرهم، ولن يتركوا حتى يعلم صدق ذلك منهم والله خبير بما يعملون.

القضاء والقدر:
ولقد أدار المفسرون جدلا عنيفا ونقاشا طويلا حول أفعال الله وأفعال العباد، بمناسبة

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست