اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 248
تزجرهم ولم تردعهم، مما دعا عمرو بن سالم الخزاعى أن يلجأ إلى النبى صلى الله عليه وسلم يستنصره ويستمده بهذه الأبيات المثيرة:
يا ربّ إنى ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا (1)
قد كنتم ولدا وكنّا والدا ... ثمّت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصرا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا (2)
فيهم رسول الله قد تجرّدا ... إن سيم خسفا وجهه تربّدا (3)
فى فيلق كالبحر يجرى مزبدا ... إنّ قريشا قد أخلفوك الموعدا (4)
ونقضوا ميثاقك المؤكّدا ... وجعلوا لى فى كداء رصّدا (5)
وزعموا أن لست أدعو أحدا ... وهم أذلّ وأقلّ عددا
هم بيّتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركّعا وسجّدا (6)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا نصرت إن لم أنصركم" وتجهّز سنة ثمان من الهجرة وكان الفتح [7].
وقد أقرّ النبى صلى الله عليه وسلم قتل من طعن فى الدين، ونال منه عليه الصلاة والسلام، وأهدر دم المقتول، فقد روى عن الدارقطنى: أن رجلا أعمى كانت له جارية، وكان له منها ولدان،
(1) ناشد: طالب ومذكر، والأتلد: القديم.
(2) نصرا أعتدا: أى حاضرا، والمدد: العون.
(3) قد تجردا: أى شمر وتهيأ لحربهم. وسيم خسفا: طلب منه وكلفه، وتربد: تغير.
(4) الفيلق: العسكر الكثير.
(5) كداء: موضع بمكة، ورصدا: جمع راصد، والراصد: الذى يترصد للأمر ويطلبه.
(6) الوتير: اسم ماء، هجد: جمع هاجد، ويطلق على النائم أو المستيقظ. وقد ذكر الإمام البنا الأبيات بألفاظ تختلف عن رواية ابن هشام وكتب السيرة، ولذا آثرت اعتماد رواية ابن هشام وغيره، وأخذت عن تحقيق محيى الدين عبد الحميد لسيرة ابن هشام معانى كلمات الأبيات، انظر:" سيرة ابن هشام" (4/ 10 - 12) وزاد المعاد (3/ 396) بتحقيق شعيب وعبد القادر الأرناءوط. ط: الرسالة. [7] رواه الطبرانى فى" الصغير" (969) من حديث ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وضعف إسناده شعيب وعبد القادر الأرناءوط، انظر:" زاد المعاد" (3/ 396) ط: الرسالة.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 248