responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 224
قال: نعم. قال: فكيف كانت الحرب بينكم؟ قال: سجالا يدال علينا وندال عليه. قال:
كذلك الرسل تبتلى ثم تكون لها العاقبة [1].
وفى الصحيح: عن خبّاب بن الأرت رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال:" إن من كان قبلكم، كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه، فيخلص إلى قدميه، لا يصرفه ذلك عن دينه، ويمشّط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه لا يصرفه ذلك عن دينه" ثم قال:" والله ليتمنّ هذا الأمر، حتى يسير
الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون" [2].
ولقد تمّت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمّ الأمر، وظهر الدين، وقويت الأمة، وأدال الله للمسلمين من أعدائهم.
وفى حديث عتبة بن غزوان رضي الله عنه: لقد رأيتنى سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا الدقل وحسك السعدان، حتى تقرحت أشداقنا، ولقد شققت نمرة (عباءة) بينى وبين سعد [بن مالك] وها أنا ذا أنظر فلا أرى منا إلا أمير قطر أو مصر [3].
إنّ فى ذلك لعبرة لأمم الإسلام فى نهضتها الحالية لو أرادت أن تعتبر، فلا مجال لليأس.
وهذه سبيل القوة: حدّدوا الغاية، واعرفوا المثل، وارسموا المنهاج، واصبروا على الجهاد، وأعدّوا له عدته، والنصر من وراء ذلك إن شاء الله: عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ [الأعراف: 129].

[1] رواه أحمد (1/ 433) والبخارى (7) و (4553) ومسلم (1773) عن ابن عباس رضي الله عنه.
[2] رواه أحمد (6/ 125، 128) و (7/ 542) والبخارى (3852) وأبو داود (2649) والنسائى فى" الكبرى" (5893) والطبرانى فى" الكبير" (4/ 63، 64) والبيهقى فى" السنن" (13/ 194) وفى" الشعب" (1633) وأبو يعلى (7213) وابن حبان (2897) عن خباب بن الأرت رضي الله عنه.
[3] رواه أحمد (5/ 185) ومسلم (2967) وابن ماجة (4156) وابن حبان (7121) ووكيع فى" الزهد" (120) والطبرانى فى" الأوسط" (5342) عن عتبة بن غزوان رضى الله عنه والبيهقى فى" السنن" (1/ 186) عن سعد بن مالك رضي الله عنه.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست