responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 200
مثل أسمى من" سبيل الله" الذى تفنى أمامه الماديات والأهواء والمطامع والمنافع الشخصية، ولا يجد النفعيّ ولا الوصوليّ ولا الدسّاس ولا المغرض إليه سبيلا؛ لهذا كان المثل الذى وضعه القرآن الكريم لأمته [1] وجعله أساس نهضتها: الإيمان بالله أولا، ومن هذا الإيمان تستمد الأمة سيادتها فى قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110].
وتستمد عزتها من قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8].
وتستمد التأييد والهداية من قوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ [البقرة: 257].
وتستمد القوة من قوله تعالى: وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر: 31].
وتستمد فى النهاية النصر من قوله تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج: 40].
وهذا معنى خاص تنفرد به النهضة المستندة إلى جانب الله والإيمان به وسلوك سبيله لا يكون فى غيرها من النهضات أبدا.
وتأمّل قول الله: فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ [النساء:
104].
وعلى ضوء هذا البيان نتفهّم الآية الكريمة، ونعرف منها وظائف الأمة وواجباتها فى النهضة: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) فالواجب الأول: أن تستذكر الأمة دائما مثلها الأعلى، وتجعله القائد فى نهضتها، والهادى فى حيرتها، فيكون جزاء ذلك تأييد الله، وتسديد الخطط، ونجاح الغايات.
(وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) والواجب الثانى: أن تتعرّف الأمة خطواتها ومدى نجاحها، وإذا كانت حقيقة الشكر استخدام النعمة فيما خلقت له، فعلى الأمة أن تجعل النصر سبيلا إلى نصر آخر، ولا تقف عند حدّ النصر الأول، فإن مهمة المسلم أن يسير بالدنيا إلى

[1] كتبت فى المقال: لأممه، والصواب ما أثبته، فالأمة الإسلامية أمة واحدة، وليست عدة أمم مختلفة. صوب هذا الخطأ الشيخ يوسف القرضاوى.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست