responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 198
(وَيُزَكِّيكُمْ) يطهّر أخلاقكم، ويصفى نفوسكم، ويطبعها على الخير، ويغسلها من أدران الرذائل حتى تستعد لفقه هذا الدستور، وتنشط للعمل به، وتحرص على حمايته، فإذا كانت الوظيفة الأولى إيصال الدستور من السماء إلى الأرض، فإن الوظيفة الثانية إمداد النفوس، وتقوية الأخلاق، وتدعيم القلوب لتحفظ هذا الدستور وتحرسه.
(وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) فإذا تطهّرت النفس، وصفا القلب، واستعدت الفطرة، جاء دور العلم، وتلاه دور الحكمة.
والعلم: تلقى المعلومات ودراستها، والحكمة: إلقاء المعلومات وفيضانها وانتزاعها من النفس والروح فأنت فى مركز العالم منفعل وفى مركز الحكيم فاعل، وشتّان ما بينهما وأولاهما من وسائل الثانية، فإذا فقه الإنسان المعلومات الحاضرة، وقويت ملكته العلمية بالحكمة استدل بهذا الذوق العلمى على الكشف والتحقيق، فعلم ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيما.
أرأيت التدرّج فى هذا النّسق البديع؟ يوضع النظام من السماء فتصقل النفوس لتلقيه فتفقهه وتتعلمه فتتذوقه، وتفيض به فتكشف المساتير، وتبنى المستقبل على أساسه إن هذا لهو الفضل العظيم.
أو رأيت بعد ذلك كيف يجدّد الزعيم الربانى أمته تجديدا قويّا ثابتا؟ وكيف يسير هذا التجديد فى خطوات متناسقة مأمونة العثار؟ إذا عرفت هذا فإن القائد لا يزال، وسيظل قائما، والخطوات مرسومة، وما بقى إلا وظيفة الأمة، وذلك ما سنتحدث عنه إن شاء الله.

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست