اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 196
دعوتنا فى كتاب الله من وظائف القائد (1)
كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة: 151 - 157].
تسير البشرية قدما نحو الكمال الذى كتبه الله لها يوم شاء أن يستخلف الإنسان فى الكون، وسخّر له ما فى السماوات وما فى الأرض جميعا، والبشرية فى محاولتها هذه أحيانا تستوحى الشعر والخيال، وتستلهم منه صورا رائعة جميلة وإن كانت بين الخطأ والصواب، وأحيانا تستوحى الفكر والعقل فيرشدها إلى تجارب فى تكوين الأمم وتربية الشعوب كثيرا ما تكون طويلة المدى، وكثيرا ما تنزع بها المعاكسات العاطفية ونحوها إلى جهة الخطأ فتصبح عقيمة النتائج فاسدة الآثار.
لهذا اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى ورحمته بالناس- وهو ربّهم الرحيم- أن يشدّ أزر العقل والقلب بنواميس ونظم إلهية تقرّب على الإنسانية المدى، وترشد البشرية إلى مدارج الكمال الذى كتب لها، وجاء الرسل الكرام بهذه النواميس، وتلك النظم، فكان كل منهم الزعيم الربانى لأمته الذى يصلها بأسباب السماء، ويصف لها نظم الحياة فى الأرض.
تسمع عن زعماء الشعر، وقادة العواطف، وتسمع عن أساطين العلم والأدمغة
(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد (9) من السنة الرابعة الصادر فى 19 من ربيع الأول سنة 1355 هـ- 9 من يونيو سنة 1936 م.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 196