اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 190
ثم قال: حتى إذا كان الشهر الذى أراد الله تعالى فيه ما أراد من كرامته من السنة التى بعثه الله تعالى فيها، وذلك الشهر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حراء كما كان يخرج لجواره الخ [1] ... فهو ينصّ على أنّ هذا الشهر هو رمضان.
وأما تحديد الليلة ففيه خلاف كثير، كخلافهم فى ليلة القدر، ويرجّح ابن إسحاق أنها كانت ليلة السابع عشر من الشهر، مستأنسا بقول الله تبارك وتعالى: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ [الأنفال: 41] والمراد بيوم التقاء الجمعين: يوم التقاء المسلمين والمشركين ببدر، وقد كان يوم الجمعة 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة [2].
وحكى القسطلّانى فى شرحه على البخارى [3] خلاف العلماء فى تحديد هذه الليلة على أقوال كثيرة، ومنها القول الذى رجّحه ابن إسحاق. وقال: إنه رواه ابن أبى شيبة والطبرانى من حديث زيد ابن أرقم [4].
آخر ما نزل من القرآن:
وآخر آياته نزولا فى أرجح الأقوال: قول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة: [3]].
حكى الطبرىّ أنّ ذلك يوم عرفة عام حج النبىّ صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، ولم ينزل على النبىّ صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية شىء من الفرائض ولا تحليل شىء ولا تحريمه، وأنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم لم يعش بعد نزول هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة، وروى ذلك عن ابن عباس والسدى وابن جريج [5].
وروى الشيخان عن طارق بن شهاب قال: قالت اليهود لعمر بن الخطاب رضى الله عنه: إنكم لتقرءون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا، فقال عمر: إنى لأعلم حين أنزلت، [1] سيرة ابن هشام (1/ 254). [2] المصدر السابق (1/ 258، 259). [3] انظر: إرشاد السارى للقسطلانى (3/ 431 - 437) طبعة دار الفكر. [4] رواه ابن أبى شيبة (2/ 489) والطبرانى فى" الكبير" (5/ 198). [5] انظر: تفسير الطبرى (4/ 418، 419).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 190