responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 180
وجلاله، وبتكرار هذه الأعمال الرمزية تثبت فى النفس هذه المعانى الوجدانية، فلا بد من ربط الأعمال بالأحاسيس والوجدانات. ومن قال غير ذلك فإنما يغالط نفسه ويريد أن يفر من أعباء التكاليف وما هى بالحقيقة بأعباء وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين.

علاج الوسوسة:
ويقول بعض آخر: إنّ جمع القلب فى الصلاة على الله تبارك وتعالى يكاد يكون مستحيلا، فإنّ الخواطر والوساوس تنتاب الإنسان وتتراكم عليه إذا دخل فى الصلاة، ويكون التخلص منها من أعسر الأمور وأشقها وأصعبها فهل من علاج نافع فى ذلك؟.
والجواب: أن من أنفع ما يفيد فى هذا الأمر، الاجتهاد فى الاستحضار أولا، وجمع القلب عند استقبال القبلة وقبل التكبيرة، ثم التكبير مع استحضار معناه، ثم متابعة التلاوة مع استحضار مقاصد الآيات الكلية، ثم استصحاب معرفة الحكمة فى كل قول أو عمل مع الإتيان به، ومن واظب على ذلك بشيء من الإجهاد أولا سهل عليه أخيرا ووجد لذلك لذة وحلاوة وفائدة محققة إن شاء الله، وأصبح بتوفيق الله من المقيمين للصلاة.

الإنفاق فى سبيل الله:
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) الرزق: العطاء، ورزقناهم: أعطيناهم، وهو من رزقه يرزقه رزقا بالفتح وهو المصدر، وبالكسر الاسم، وجمعه أرزاق، والرازقية: ثياب كتان بيض. والرزق بلغة أزد شنوءة:
الشكر، ومنه قوله عز وجل: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ أى شكركم، ويقول:
رزقنى أى شكرنى [1].
والرزق عند الجمهور: ما صحّ الانتفاع به حلالا كان أو حراما، وذهب بعضهم إلى أن الحرام لا يسمى رزقا، وأن الرزق مشروط بما لا يملك. وهو خلاف لا ثمرة له فى المقصود من الآيات.

[1] انظر: مختار الصحاح ص 241.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست