نظرات في كتاب الله - حسن البنا - مکتبة مدرسة الفقاهة

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 176

كما عرضت الآيات كذلك للطهارة قبلها فى آية المائدة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ [المائدة: 6].
وقد أورد القرطبى فى هذا الموضع إحصاء لطيفا فقال:
" فهذه جملة أحكام الصلاة وسائر أحكامها يأتى بيانها فى مواضعها من هذا الكتاب بحول الله تعالى، فيأتى ذكر الركوع وصلاة الجماعة والقبلة والمبادرة إلى الأوقات وبعض صلاة الخوف فى هذه السورة (أى البقرة)، ويأتى قصر الصلاة وصلاة الخوف فى النساء، والأوقات فى هود وسبحان (يعنى الإسراء) والروم، وصلاة الليل فى المزمل، وسجود التلاوة فى الأعراف، وسجود الشكر فى (ص) كل فى موضعه إن شاء الله" [1].
وفاته رحمه الله أن يشير إلى صلاة الجمعة فى سورة الجمعة، وسبحان من لا تأخذه سنة ولا نوم.
ويلاحظ أنّ ذكر الصلاة فى كثير من الآيات يجيء مقرونا بالإيمان أولا، وبالزكاة ثانيا، وقد يقرن الثلاثة بالعمل الصالح وهو ترتيب ووضع طبيعى، فالإيمان أساس، وهو عمل القلب، والعمل الصالح مجملا دليل صدق الإيمان، وهو عمل الحس، وأول عمل يطالب به المؤمن هذه الصلاة وهى عبادة البدن، ثم الزكاة والنفقة وهى عبادة المال وضريبة الكسب.
كما يلاحظ أنّ الآيات تطالب بإقامة الصلاة لا بالصلاة مطلقا؛ لأن المقصود ليس أداء الصلاة أداء شكليا، ولكن المقصود أداؤها أداء حقيقيّا بكمال صورتها الظاهرة، وتوفر الخشوع، وحضور القلب فيها، وهذا الحضور هو حقيقتها الباطنة.
أما السنة المطهرة، فقد جاءت مفصّلة لكل ما أجمله القرآن الكريم من أحكامها فأوقاتها وأركانها، وفرائضها، وسننها، ونوافلها، وكيفياتها، وكل ما يتصل بها قولا وعملا، كلها مفصلة فى السنة، وأجمل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله:" صلوا كما رأيتمونى أصلى" رواه البخارى [2].

[1] انظر: تفسير القرطبى (1/ 177).
[2] رواه البخارى (631) و (6008) و (7246) والدارمى (1253) وابن حبان (2131) و (1658) والبيهقى فى" السنن" (3/ 301) و (4/ 296) وابن خزيمة (397) و (586) والبخارى فى" الأدب المفرد" (213) عن أبى سليمان مالك بن الحويرث رضى الله عنه.

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 176

صيغة PDF

شهادة

الفهرست