responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 16
الروحية؟ لا- وأبيك- فليس هناك سلطتان، ولا يتنازع المجتمع الإسلامى جهتان، ولكنها سلطة واحدة لا تتعدد، إنها الدولة وحدها» [1].
فكلمة (وأبيك) هنا التى استشهد بها البنا قد يفهمها بعض من لم يتعمق فى العلم على أنها قسم بغير الله، ومن حلف بغير الله فقد أشرك. وكلمة (وأبيك) هنا لا يقصد بها البنا القسم بل التوكيد، كما ورد هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد الأعراب:
" أفلح وأبيه إن صدق" [2].
وهناك أشياء أخرى يراها القارئ عند تحقيقى لهذه المقالات، من تصويب أو توجيه، أو شرح غامض، يبيّن مدى أهمية تحقيق هذا التراث.

مصادر الكتاب:
أما عن هذه المقالات المجموعة فى هذا الكتاب، فقد نشرت للإمام الشهيد فى عدة مجلات، فمنها ما نشر فى مجلة (الفتح)، ومنها ما نشر فى مجلة (جريدة الإخوان

[1] انظر: جريدة (الإخوان المسلمون) اليومية العدد (10) من السنة الأولى الصادر فى يوم الخميس الموافق 8 من جمادى الآخرة سنة 1365 هـ- 5 من مايو سنة 1946 م.
[2] رواه مسلم (11) وأبو داود (391) و (3252) والدارمى (1578) عن طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه. يقول ابن الأثير تعليقا على قوله عليه السلام:" أفلح وأبيه إن صدق": هذه كلمة جارية على ألسنة العرب، وتستعملها كثيرا فى خطابها وتريد التأكيد، فإن هذه اللفظة تجرى فى كلام العرب على ضربين:
التعظيم والتأكيد، والتعظيم هو المنهى عنه، وأما التأكيد فلا، لقوله:
لعمر أبى الواشين لا عمر غيرهم ... لقد كلفتنى خطة لا أريدها
فهذا توكيد، لأنه لا يقصد أن يقسم بأبى الواشين وهذا فى كلامهم كثير. نقلا عن: «الأساس فى السنة وفقهها" قسم العقائد لسعيد حوى (3/ 1587، 1588). و" المنهل العذب المورود شرح سنن أبى داود"
للشيخ محمود خطاب السبكى (3/ 282) وقال بهذا أيضا: ابن حجر والنووى، انظر: فتح البارى (1/ 132، 133) وصحيح مسلم بشرح النووى (1/ 140) والمفهم للقرطبى (1/ 160، 161).
وقد استعمل هذه اللفظة (وأبيك) أبو بكر الصديق رضى الله عنه، فقد روى مالك فى الموطأ:" أن رجلا من أهل اليمن أقطع اليد والرجل قدم فنزل على أبى بكر الصديق وشكا إليه أن عامل اليمن ظلمه، قال:
فكان يصلى من الليل فيقول أبو بكر:" وأبيك ما ليلك بليل سارق" رواه مالك فى الموطأ برقم (689) طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. وانظر شرح الموطأ للزرقانى (5/ 159).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست