اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 151
عنه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبيّن لنا سنتنا وعلّمنا صلاتنا فقال:" إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبّر فكبروا، وإذا قال: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فقولوا: آمين يجبكم الله" أخرجه مسلم [1].
والسكوت عن ذكر الإمام فى التأمين هنا لا ينهض حجة أمام صريح الأحاديث التى جاء فيها ذكر تأمين الإمام.
والتأمين مستحب بعد كل دعاء. روى أبو داود عن أبى مصبح المقرائى قال: كنا نجلس إلى أبى زهير النميرى، وكان من الصحابة فيحدّث أحسن الحديث، فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال: اختمه بآمين، فإنّ آمين مثل الطابع على الصحيفة، قال أبو زهير:
ألا أخبركم عن ذلك؟ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألحّ فى المسألة، فوقف النبى صلى الله عليه وسلم يسمع منه. فقال النبى صلى الله عليه وسلم:" أوجب إن ختم، فقال له رجل من القوم: بأىّ شىء يختم؟ قال: بآمين، فإنّه إن ختم بآمين فقد أوجب" فانصرف الرجل الذى سأل النبى صلى الله عليه وسلم، فأتى الرجل فقال له: اختم يا فلان [بآمين] وأبشر [2].
ولا جرم أنّ آمين براعة مقطع فى غاية الجمال والحسن، وأىّ شىء أولى بهذه البراعة من فاتحة الكتاب والتوجّه إلى الله بالدعاء.
تناسب وإنعام:
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: 17]، ولا شك أن من تدبّر الفاتحة الكريمة- وكل مؤمن مطالب بتدبّرها فى تلاوته عامة، وفى صلاته خاصّة- رأى من غزارة المعانى وجمالها، وروعة التناسب وجلاله ما يأخذ بلبّه ويضيء جوانب قلبه. فهو يبتدئ ذاكرا تاليا متيمنا باسم الله الموصوف بالرحمة التى تظهر آثار رحمته مجددة فى كل شىء، مستشعرا أن أساس الصلة بينه وبين خالقه العظيم هو هذه الرحمة التى وسعت [1] رواه أحمد (5/ 559) ومسلم (404) والنسائى فى" المجتبى" (830) و (1064) و (1172) و (1173) و (1280) وأبو داود (972) والدارمى (1312) عن أبى موسى رضى الله عنه. [2] رواه أبو داود (938) والطبرانى فى" الكبير" (22/ 296) عن أبى زهير النميرى رضى الله عنه، وضعف إسناده الألبانى فى" ضعيف أبى داود" (199).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 151