اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 149
ووفقهم الله إلى اتّباعه فاهتدوا بذلك إلى الصراط المستقيم، وأن المغضوب عليهم هم الذين عرفوا الحق، ثم أعرضوا عنه من أىّ دين كانوا وفى أى زمان وجدوا، ولا شك أن هذا الإعراض دليل غضب الله تبارك وتعالى عليهم، وأنّ الضالين هم الذين غفلوا عن الحق وتاهوا فى أودية الضلال، أو الذين يتلمسون الحقّ فلا يهتدون إليه من أىّ دين كانوا، وفى أىّ زمان وجدوا كذلك، وأن الله تبارك وتعالى أرشدنا إلى أن نسأله الهداية إلى سنن الصنف الأول من الذين أنعم الله عليهم، وأن نبرأ إليه من الصنفين الآخرين، فكلاهما هالك والعياذ بالله.
روى أبو عبيد القاسم بن سلّام فى كتاب" فضائل القرآن" عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان يقرأ: (غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، وكذلك حكى عن أبى بن كعب رضى الله عنه [1]. وذلك محمول على أنهما كانا يقصدان بذلك التفسير لا التلاوة، إذ إنه من غير المعقول أن يخالفا إجماع الصحابة فى تلاوة سورة الفاتحة التى تقرأ فى كل صلاة، وعمر أمير المؤمنين يقرأ بها فى صلاته بهم وإمامته إياهم صباح مساء!.
آمين آمين، ليست من الفاتحة بإجماع، ومعناها: اللهمّ استجب لنا، ونقل القرطبى عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما معنى آمين قال:
" رب افعل" [2] وقال مقاتل: هو قوة الدعاء واستنزال للبركة. وقال الترمذى معناه: لا تخيّب رجاءنا، وكلهم بمعنى قريب هو طلب الاستجابة. وأبعد قوم النّجعة فقالوا: آمين لفظ غير عربى منحوت من الاسم المصرى آمون، ولا دليل على ما يزعمون!.
وآمين بعد تلاوة الفاتحة فى الصّلاة، وفى غيرها من السنة.
عن وائل بن حجر قال:" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا [1] انظر: تفسير ابن عطية (1/ 128). [2] رواه الثعلبى فى تفسيره عن ابن عباس رضى الله عنهما. وقال ابن حجر: إسناده واه. انظر: تخريج الأحاديث والآثار الواقعة فى تفسير الكشاف للزيعلى (1/ 27). وتخريج ابن حجر لتفسير الكشاف بهامشه (1/ 17).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 149