اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 135
وذهب مالك وأصحابه إلى: أنها متعيّنة للإمام والمنفرد فى كل ركعة، مطلوبة من المأموم خلف إمامه فى صلاة السرّ، فإن تركها: فقد أساء ولا شىء عليه، وأما فى صلاة الجهر: فلا يقرأ بفاتحة القرآن ولا بغيرها لقوله تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا [الأعراف: 204]، ولقول النبى صلى الله عليه وسلم فى الإمام:" وإذا قرأ فأنصتوا" أخرجه الدارقطنى، وقال: رواه سفيان الثورى وشعبة وإسرائيل بن يونس وشريك وأبو خالد الدالانى إلخ. عن عبد الله بن شدّاد مرسلا عن النبىّ صلى الله عليه وسلم [1].
وذهب الحسن البصرى، وأكثر أهل البصرة، والمغيرة بن عبد الرحمن المدنى إلى: أنّ قراءتها واجبة مرة واحدة فى كلّ صلاة، اعتمادا على أنّ من فعل ذلك فقد قرأ بأمّ القرآن فى صلاته وذلك يجزئه.
والذى تطمئن إليه النفس: أن الفاتحة واجبة فى الصلاة على كل مصلّ قادر على تلاوتها، ولم يثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم ولا أحدا من خلفائه أو أصحابه أو التابعين لهم بإحسان صلى صلاة بغير قراءة الفاتحة فيها (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [2].
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
فى افتتاح القرآن الكريم عامة وسوره بعد ذلك بهذه الآية الكريمة إرشاد لنا إلى أن نستفتح بها كل أقوالنا الطيبة وأعمالنا.
وقد جاء فى الحديث:" كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو [1] رواه الدارقطنى (1231) عن أبى هريرة وسنده ضعيف، برقم (1235) عن أبى موسى وإسناده ضعيف، وبرقم (1236) عن أبى موسى وسنده ضعيف. وقد وهم الإمام الشهيد- بناء على نقله عن الشوكانى- فى سند هذا الحديث، فالسند الذى ذكره الإمام ليس سند حديث:" وإذا قرأ فأنصتوا" بل سند حديث:" من صلى خلف الإمام، فإن قراءته له قراءة" وقد رواه الدارقطنى (1223) عن جابر بن عبد الله. [2] وهناك من جمع بين الأحاديث بوجوب قراءتها إذا أسر الإمام والإنصات إذا جهر.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 135