اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 122
يريدون المحافظة على كتاب الله: أن يكونوا عمليين فينهضوا بتحفيظ القرآن، ونشره بين من يأخذون بفكرتهم، ليقضى الله أمرا كان مفعولا [1]. [1] الواضح أن الإمام الشهيد كان مشدّدا فى قضية ترجمة معانى القرآن، وقد جعل منها معركة، كما بيّن ذلك الأستاذ محمود عبد الحليم فى كتاب (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ)، ولكن المتأمل للمسألة يجد أن هناك من الأئمة المعتبرين من أجاز ترجمة معانى القرآن الكريم، أو تفسيره، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، انظر:" دقائق التفسير" لابن تيمية بتحقيق: د. محمد السيد الجليند (1/ 165، 166) وغيره من الأئمة.
كما أن لترجمة معانى القرآن عدة فوائد، كما بيّنها المرحوم محمد عبد العظيم الزرقانى، وهى: رفع النّقاب عن جمال القرآن لمن ليست لغته العربية، ودفع الشبهات التى لفقها أعداء الإسلام بالقرآن، وتنوير غير المسلمين بحقيقة الإسلام، وإزالة العوائق الموضوعة بين غير المسلمين وفهم القرآن، وبراءة ذمة المسلمين من تبليغ القرآن.
وإلا لردّ على الإمام البنا برد وجيز، وهو: كيف إذن يكتب العالم المسلم غير العربى إذا شرح وفسّر القرآن للمسلمين العجم، أليس تفسيره للقرآن بلغته غير العربية جائزا؟ والغريب أن تلامذة البنا يميلون إلى جواز ترجمة معانيه، بل تعدى إلى تنفيذهم لذلك، من ترجمة معانى القرآن، أو الإشراف العلمى والطباعة لترجمة معانى القرآن.
لمزيد من التفصيل فى هذه المسألة يراجع:" مناهل العرفان" للشيخ محمد عبد العظيم الزرقانى، و" التفسير والمفسرون" للدكتور محمد الذهبى، وكتاب" من ثمار الشيخ محمود شلتوت" الجزء الثالث، نشرته مجلة الأزهر، ومقالات عن ترجمة القرآن للأستاذ محمد فريد وجدى بمجلة الأزهر، و" جواهر العرفان" للدكتور رءوف شلبي، وكتاب" مباحث فى علوم القرآن" للشيخ مناع القطان، وكتاب" القرآن" للشيخ محمد أبو زهرة، وكتاب" اللآلئ الحسان فى علوم القرآن" للدكتور موسى شاهين لاشين، ورسالة (ترجمة القرآن) للدكتور عبد الله شحاتة، وغيرها.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا الجزء : 1 صفحة : 122