responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 120
لا تسمع فيها كلمة عربية، وكأنما اقتطع هذا البيت من جسم الأمة المسلمة ليصير زائدة مشوّهة فى جسم أمة أخرى، وكثير من المتعلمين لا يقرأ عن الإسلام إلا فى كتب الفرنجة، ولا يصله بلغته إلا قراءة القرآن عربيا كما أنزله الله.
هذا الجمع وهو كثير، إذا وجد مترجما بين يديه، فسيدع الناحية العربية إلى غيرها من النواحى الأجنبية، فنكون بذلك قد ساعدناه على التفصّى [1] من جامعته، والخروج على لسانه.
وقد يقال: إن هذا مما يرجّح كفّة الترجمة استدراجا لمثل هذا النوع من الناس.
فنقول: إن هذا الاستدراج إنما يأتى بالإكثار من رسائل الدعاية، وتهذيب الكتب الإسلامية، والعناية بالأدب العربى، وتعليم اللغة العربية، ونحن وأنصار المشروع نعلم أن تنكّر هذا الشباب للغته مرض يجب أن يعالج، والعلاج لا يكون بتقوية الجراثيم بل بمحاربته.
ونحن حين نقدّم إلى أبنائنا المثقفين العصريين القرآن بمعانيه الفرنجية نزيد جهلهم بلغتهم، ونساعدهم على البعد عنها، وتقوى جراثيم المرض فيهم، فنخسر جمهورا من المسلمين قبل أن نكسب واحدا من غيرهم.
د- نعتقد أن من الحكم السامية لعموم بعثة النبى صلى الله عليه وسلم: أن تساعد النبوة الإنسانية فى بلوغ الوحدة العالمية التى يسير نحوها العالم، ولا بد أن يصل إليها إنّ قريبا وإنّ بعيدا.
ومن أهم مقوّمات هذه الوحدة: اللغة، فكأنّ الحق تبارك وتعالى يريد أن يكون القرآن بلغة عالمية بين الناس، وإذا جاز لقوم أن يعتقدوا أن فى وسعهم إيجاد لغة عالمية هى (الاسبرانتو) فكيف يبعد أن يعتقد المسلمون أن القرآن هو اللغة العالمية التى يجب عليهم أن يعملوا لتعميمها بين الناس، فتتحقق بذلك الحكمة العالية من عموم بعثة النبى صلى الله عليه وسلم.
هـ- نعلم أن العقول تختلف فى فهم القرآن الكريم باختلاف العصور والأزمان، ولا

[1] التفصّى من التّفصية: أى الفصل والعزل. انظر: القاموس المحيط ص 1703.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست