responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 116
ومن هنا يظهر الفرق فى الخطورة بين ترجمة معانى القرآن الكامل على ترتيبه العربى، وبين ترجمة معانى بعض آياته أو موضوعاته على غير نسقه.

[4 - احتمال الأدلة والنصوص المستشهد بها لكل المعانى]
يتمسك القائلون بالترجمة بنصوص إن صحّت كلها- وفيها غير الصحيح- فليست نصّا فى الموضوع الذى نحن فيه.
فتجويز أبى حنيفة رضى الله عنه الصلاة بالفاتحة بالفارسية شىء، وتقديم معانى القرآن بالفرنجية على نسقه العربى إلى غير العرب شىء آخر، وادّعاء أن" سلمان" ترجم الفاتحة للفرس حتى على فرض ثبوته- وهو غير ثابت- لا يدل إلا على جواز ترجمة الفاتحة بذاتها للمسلمين الذين لا يتكلمون العربية، لاضطرارهم إليها فى الصلاة مؤقتا حتى يتعلموا.
وادّعاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل بكتبه وفيها الآية الكريمة: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران: 64] مع رسل يعرفون لغة
المرسل إليهم، وأنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يترجموا لهم هذه الكتب فيه زيادة عن المعروف، إذ إن الرواية تعطى مجرّد الإرسال، ولم تتعرض لشخص حامل الكتاب. بل إنّ من الروايات ما يعطى أن الذى كان يقوم بالترجمة تراجمة هؤلاء الملوك أنفسهم، وعلى فرض وجود ذلك، فهو لم يخرج عن الصورة السابقة من ترجمة بعض الآيات، ولا يقال: إذا جازت الترجمة لمعنى آية فإنها تجوز لغيرها ضرورة، وأنّ ما ثبت لأحد المثلين يثبت للآخر. لأن الخطر إنما يخشى من تقديم الصورة الكاملة لكتاب الله على نظمه ونسقه.
وإذا فكل هذه النصوص لا تتصل بموضوعنا ولا تنطبق عليه.
ويتمسّك المحرّمون للترجمة بأمثال قوله تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ [الزمر:
28] وقوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: 2] ونحوها.
ولقائل أن يقول: إنّ المترجم ليس قرآنا فى حقيقته فهو لا يصطدم بهذه الآيات.
ويتمسّكون كذلك بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل كتبه إلى الملوك بالعربية، ولو جازت الترجمة لفعلها صلى الله عليه وسلم.

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست