responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار البيان في التعبير القرآني - محاضرة المؤلف : السامرائي، فاضل صالح    الجزء : 1  صفحة : 100
ومثال آخر على التشابه والإختلاف في القرآن الكريم ما جاء في سورتي النمل والقصص في قصة موسى - عليه السلام - أيضاً ففي سورة النمل قال تعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ {7} ) وفي سورة القصص قال تعالى (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ {29} ) الخط البياني في السورتين متسع ولكن ندرسه من ناحية التشابه والإختلاف لأن بينهما اختلافات عدة.
أولاً في سورة النمل جاء بالسين في (سآتيكم) والسين تفيد التوكيد، أما في القصص فجاء بـ (لعلّي آتيكم) وهي للترجّي. فماذا قال موسى لأهله هل قال ترجّى أم قطع؟ هل قال أحدهما أم ماذا؟ الحقيقة أن هذا يحصل في حياتنا يقول أحدنا سآتي اليوم لعلي أستطيع بمعنى (أقطع ثم أترجّى) والمشهد نفسه هو الذي يفرض الترجي أو القطع. قد نقطع ثم يأتي أمور تحول دون ذلك فنقول لعلّي للترجي أو العكس لكن يبقى لماذا الإختيار أي اختيار الترجي في سورة والقطع في سورة أخرى؟
المقام كله في سورة النمل مبني على القطع والقوة والتمكين أما سورة القصص فهي مبنيّة على الخوف من قبل ولادة موسى. وقد قال تعالى في سورة النمل (أو آتيكم بشهاب قبس) وهذا في مقام القطع لأن الشهاب هو شعلة من النار والشهاب أنفع في الدفء والإستنارة، أما في القصص فقال تعالى (أو جذوة من النار) والجذوة ليس بالضرورة أن يكون فيها نار وهذا أنسب لجو وسياق السورة المبني على الخوف. وهناك اختلافات كثيرة أخرى بين السورتين، لكن المهم القول أن موسى - عليه السلام - قال التعبيرين لكن اختيار كل تعبير في مكانه يناسب المقام والسياق التي ورد فيه التعبيرين.

اسم الکتاب : أسرار البيان في التعبير القرآني - محاضرة المؤلف : السامرائي، فاضل صالح    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست