responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 433
فقلتُ: لمَ ترَكَ الأستاذُ هذا البيتَ؟ فقال: لعلَّ القلمَ تجاوَزَهُ! (قال) ثم رآني من بَعْدُ، فاعتذر بعُذرٍ كان شَرّاً مِنْ تَرْكه. قال: (إنما تركْتُه لأنه أعادَ "السيفَ" أربعَ مرّاتٍ). قال الصاحِبُ "لَوْ لم يُعِدْه أربعَ مرات، فقال:
بجهلٍ كجهل السيف وهو مُنْتَضى وحِلْمِ كحِلم السيفِ وهو مغمدُ.
لفسَدَ البيْتُ".
والأمرُ - كما قال الصاحبُ والسببُ في ذلك - أنك إذا حدَّثْتَ عن اسم مُضافٍ ثم أردْتَ أن تَذْكُر المضافَ إليهِ، فإن البلاغَة تقتضي أن تذكُرَه باسمِه الظاهرِ وَلا تُضْمِرَهُ. وتفسيرُ هذا أنَّ الذي هوَ الحسَنُ الجميل أن تقول: (جاءني غلامُ زيدٍ وزيدٌ) ويقبُحُ أن تقول: (جاءني غلامُ زيدٍ وهُو) ومن الشاهِد في ذلك، قولُ دِعْبِل [من البسيط]:
أضيافُ عِمران في خِصْبٍ وفي سَعةٍ ... وفي حِبَاءِ وخَيرٍ غيرِ ممنوعِ
وضيفُ عمرٍو وعمرٌو يَسْهرانِ معاً ... عمرو لبِطْنَتِه والضيفُ للجُوعِ
وقولُ الآخر [من الطويل]:
وإنْ طُرَّةٌ راقَتْكَ فانْظُرْ فرُبَّما ... أَمَرَّ مذاقُ العُودِ والعُودُ أَخْضَرُ
وقولُ المتنبي [من الطويل]:
بِمَنْ نَضْرِبُ الأمثالَ أم مَنْ نَقِيسُهُ ... إليكَ وأهْلُ الدهرِ دونكَ والدهرُ؟

اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست