اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 407
وقولُ رجلٍ من الخوارج أُوتِيَ الحجاجَ في جماعة من أصحاب قَطَرِيٍّ فقلتهم، ومنَّ عليه لِيَدٍ كانت عنده؛ وعاد إلى قَطَرِيٍّ فقال له قطريٌ: عاودْ قتال عدوِّ الله الحجاج: فأبى وقال [من الكامل]:
أَأُقاتِل الحجَّاجَ عَنْ سُلْطانه ... بِيدٍ تُقِرُّ بأَنها مَولاتُهُ
ماذا أقولُ إذا وقفتُ إزاءَهُ ... في الصفِّ واحتجَّتْ له فَعَلاتُهُ
وتحدَّثَ الأَقوامُ أنَّ صَنائعاً ... غُرِسَتْ لديّ فَحَنْظَلَتْ نَخلاتُهُ
مع قول أبي تمام [من الطويل]:
أُسَرْبِل هُجْرَ القولِ مَنْ لو هَجَوْتُهُ ... إذَنْ لَهجَاني عنه معروفُهُ عندي
وقولُ النابغة [من الطويل]:
إذا ما غَدَا بالجيشِ حلَّقَ فَوْقَهُ ... عَصائِبُ طيرٍ تَهْتَدي بعَصَائبِ
جَوانحُ قد أَيْقَنَّ قَبِيلَهُ ... إذا ما التقى الصفَّانِ أولُ غالِبِ
مع قولِ أبي نواس [من المديد]:
وإذامجَّ القَنا عَلَقَا ... وتراءَى الموتُ في صُوَرِهُ
راحَ في ثِنْيَيْ مُفاضَتِهِ ... أَسَدٌ يَدمى شَبا ظفُرهْ
يتأبْى الطيرُ غُدْوَته ... ثِقةً بالشِبْع من جَزَرِهُ
المقصود البيتُ الأخير. وحكى المرزباني، قال حدثني عمرو الورَّاقُ: رأيتُ أبا نواس يُنْشد قصيدتَه التي أولها:
أيها المنتابُ من عُفُرِهُ
فحسدْتُه. فلما بلغ إلى قوله:
يتأَبى الطيرُ غدوتَهُ ... ثقةً بالشِّبْع من جَزَرِهُ
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 407