responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 305
فصل: فصل من باب اللفظ والنظم في فساد ملكة الفهم بالتقليد
واعلمْ أني على طُولِ ما أعَدْتُ وأَبْدَأْتُ، وقلتُ وشرحتُ في هذا الذي قام في أوهام الناس مِنْ حديث اللفظِ، لربما ظننْتَ أني لم أصْنَع شيئاً. وذاك أنكَ ترى الناسَ كأنه قد قُضِيَ عليهم أنْ يكونوا في هذا الذي نحنُ بصَدَدِه على التقليدِ البحْت وعلى التوهُّم والتخيُّلِ. وإطلاقُ اللفظِ منْ غير معرفةٍ بالمعنى، قد صار ذاكَ الدأبَ، والدَّيْدَنَ، واستحْكَمَ الداءُ منهُ الاستحكامَ الشديدَ. وهذا الذي بيِّناه وأوْضحْناه كأنك ترى أبداً حِجاباً بَيْنَهم وبينَ أنْ يَعرفوه، وكأنكَ تُسْمِعُهم منه شيئاً تَلْفِظُه أسماعُهُمْ، وتُنْكِرُه نُفُوسُهم؛ وحتى كأنه كلَّما كان الأمرُ أَبْيَنَ كانوا عن العلم به أبْعَدَ، وفي توَهُّمِ خلافِهِ أقْعَدَ؛ وذاكَ لأنَّ الاعتقادُ الأوَّل قد نَشِبَ في قلوبهم وتأشَّب فيها، ودخل بعُروقِهِ في نواحيها، وصار كالنباتِ السُّوءِ الذي كلَّما قلعْتَه عاد فنبَتَ.

اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست