اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 160
فصل: تقديم النكرة على الفعل وعكسه
هذا كلام في النَّكِرة، إذا قُدِّمتْ على الفعل أو قُدِّم الفعلُ عليها.
إذا قلتَ: (أجاءك رجل؟) فأنتَ تُريد أن تَسأَله: هل كان مجيٌ مِنْ أَحدٍ من الرجالِ إليه؟ فإنْ قدّمتَ الاسمَ، فقلتَ: (أرجلٌ جاءك؟) فأنتَ تسألُه عن جنسِ مَنْ جاءه: أرجلٌ هو أم امرأةٌ؟ ويكون هذا منكَ إذا كنتَ عَلمتَ أنه قد أتاه آتٍ، ولكنَّكَ لم تعلمْ جنْسَ ذلك الآتي. فسَبيلُكَ في ذلك: سَبيلُك إذا أردتَ أن تَعْرفَ عينَ الآتي، فقلتَ: أزيدٌ جاءك أم عمرو؟ ولا يجوز تقديمُ الاسم فِي المسألة الأولى، لأنَّ تقديمَ الاسمِ يكون إذا كان السؤال عن الفاعل، والسؤالُ عن الفاعل يكونُ: إمَّا عن عَيْنه أو عَن جِنْسه ولا ثالثَ؛ وإذا كان كذلك، كان مُحالاً أن تُقَدِّم الاسمَ النكرةَ وأنتَ لا تُريد السؤالَ عن الجنس، لأنه لا يكونُ لسؤالك حينئذٍ مُتَعلَّقٌ من حيثُ لا يَبقى بَعْد الجنسِ إلا العَيْنُ. والنكرةُ لا تدلُّ على عين شيءٍ فيُسْأَل بها عنه. فإنْ قلتَ: (أَرجلٌ طويلٌ جاءك أم قصيرٌ)؟ كان السؤالُ عن أن الجائي مِنْ جنس طِوالِ الرجالِ أم قِصارِهم؟ فإن وصفْتَ النكرةَ بالجملة، فقلتَ: (أرجلٌ كنتَ عرفتَه من قَبْلُ، أعطاك هذا، أم رجلٌ لم تَعرفْه)؟ كان السؤال عن المُعْطي: أكان ممن عرَفَه قبلُ، أم كان إنساناً لم تتقدَّمْ منه معرفةٌ.
اسم الکتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 160