responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح    الجزء : 1  صفحة : 366
إذا استعرضنا الآيات في سورة القيامة نرى أن الله سبحانه وتعالى فسر تطور الجنين من بداية (ألم يك نطفة) إلى قوله (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) فالآيات جاءت إذن مفصلة وكذلك في سورة النجم (وأنه هو اضحك وأبكى - إلى قوله - انه خلق الزوجين الذكر والأنثى) . لقد فصل سبحانه مراحل تطور الجنين في سورة القيامة وفصل القدرة الإلهية في سورة النجم أما في سورة الليل فإن الله تعالى أقسم بلا تفصيل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قوله تعالى (إن سعيكم لشتى) يقتضي عدم التفصيل وعدم ذكر الزوجين. لماذا؟ لأن كلمة الزوج في القرآن تعني المثيل كقوله تعالى (وآخر من شكله أزواج) وكلمة شتى تعني مفترق لذا لا يتناسب التماثل مع الافتراق فالزوج هو المثيل والنظير وفي الآية (إن سعيكم لشتى) تفيد التباعد فلا يصح ذكر الزوجين معها. الزوج قريب من زوجته مؤتلف معها (لتسكنوا إليها) وكلمة شتى في الآية هنا في سورة الليل تفيد الافتراق. فخلاصة القول إذن إن كلمة الزوجين لا تتناسب مع الآية (وما خلق الذكر والأنثى) من الناحية اللغوية ومن ناحية الزوج والزوجة لذا كان من الأنسب عدم ذكر كلمة الزوجين في الآية.
هل يستوجب القسم في السورة هذا الجواب (إن سعيكم لشتى) ؟
المقصود في السورة ليس القسم على أمر ظاهر أو مشاهد مما يعلمه الناس ولكن القسم هو على أمر غير مشاهد ومتنازع فيه والله تعالى أوضح القسم (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) هذا الأمر متنازع فيه وأكثر الخلق ينكرونه (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) عموم الخلق لا يعلمون (فأما من أعطى ... ) ويتنازعون فيه. والسعي هنا لا يدل على السعي في أمور الدنيا من التجارة والزراعة والصناعة وغيرها وأن السعي للآخرة. وكذلك قال تعالى (سعيكم) وكأنه يخاطب المكلفين فقط وليس عامة الناس ولذا أكد باللام أيضاً في (لشتى) ولم يقل إن السعي لشتى.

اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست