اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح الجزء : 1 صفحة : 176
سؤال من المقدم: لماذا لم يقل (تؤمنوا بالله) جمع دلالتين لو قال بالله تعود نفس الكلمة ولكنه جمع أمرين في الآية: أنه الله وأنه الربّ لأن قسم يأخذون أرباباً متفرقين من دون الله لكن يقول هو الله وهو الرب يجمع دلالتين لو قال (به) تعود الكلمة نفسها. جمع معنيين هو الله وهو ربكم لا تتخذوا رباً غيره، فرعون قال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) النازعات) (أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) يوسف) . إذن هو الآن جمع دلالتين لما قال (الله، ربكم) في الآية فهو الله وهو ربكم ليس لكم رب غيره. بينما في قريش يعترفون بالله ويتخذون أرباباً من دون الله. هو الله وهو الرب واحد، وهو الذي يخرجكم من الظلمات إلى النور، يهديكم والرب هو المرشد والهادي، وهو تعالى قال: يخرجهم من الظلمات إلى النور يعني يهديهم وأنسب شيء في هذا المقام أن يستخدم كلمة رب.
كلمة رب جمعها أرباب أما لفظ الجلالة الله فليس له جمع ولا قياس وكل كلمة ليس لها نظير لا تُثنّى ولا تُجمع هذه قاعدة. مثلاً كلمة مكة لا تُجمع ولا تُثنّى فهي مدينة واحدة لا يوجد غيرها.
سؤال من المقدم: ما دلالة إن كنتم مؤمنين في الآية بعد قوله وما لكم لا تؤمنون؟
قلنا إن كنتم مؤمنين أي إن كنتم تنوون الإيمان، إن كنتم تعتزمون الإيمان. هذا خطاب عام: إن كنت نويت الإيمان فكيف لا تؤمن؟ خطاب عام لمن آمن ولغير المؤمن هذه حجة ملزمة: كيف لا تؤمن ودواعي الإيمان كثيرة والميثاق موجود في عقلك في فطرتك إضافة إلى الحجج التي جاء بها الرسول؟ تضافرت الدوافع العقلية والسمعية أنتم يا بشر كيف لا تؤمنوا؟
اسم الکتاب : لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات المؤلف : السامرائي، فاضل صالح الجزء : 1 صفحة : 176