اسم الکتاب : صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة المؤلف : كمال ابن السيد سالم الجزء : 1 صفحة : 39
قال الله سبحانه: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ....} [1] {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} [2] فاختص سليمان بالفهم، وأثنى عليهما بالحكم والعلم.
وفي الصحيحين عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر» [3] فتبَّين أن المجتهد مع خطئه له أجر، وذلك لأجل اجتهاده، وخطؤه مغفور له، لأن درك الصواب في جميع أعيان الأحكام إما متعذر أو متعسر، وقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [4] وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [5].
5 - الأئمة متفقون على منع تقليدهم، التقليد الأعمى الذي يتعصب له من يدَّعون أنهم أتباعهم، ويتمسكون بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء، والله عز وجل يقول: {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [6][7].
وإليك بعض ما وقفنا عليه من أقوالهم رحمهم الله- في ذلك ([8]):
1 - أبو حنيفة رحمه الله:
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روى عنه أصحابه أقوالاً شتى وعبارات متنوعة؛ كلها تؤدى إلى شيء واحد وهو: وجوب الأخذ بالحديث، وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة له:
1 - «إذا صح الحديث فهو مذهبي».
2 - «لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه».
وفى رواية: «حرام على مَن لم يعرف دليلي أن يفتى بكلامي». [1] سورة الأنبياء، الآية: 78. [2] سورة الأنبياء، الآية: 79. [3] صحيح. أخرجه البخاري، ومسلم. [4] سورة الحج، الآية: 78. [5] سورة البقرة، الآية: 185. [6] سورة الأعراف، الآية: 3. [7] «رفع الملام» من «الفتاوى» (20/ 250 - 252) بتصرف يسير. [8] من مقدمة «صفة صلاة النبي» للعلامة الألباني -رحمه الله- (ص 46 - 57).
اسم الکتاب : صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة المؤلف : كمال ابن السيد سالم الجزء : 1 صفحة : 39