responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الحديث على أبواب الفقه المؤلف : محمد بن عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 322
629 - وروى النسائي أيضا: (صلاته على الحمار في التوجه إلى خيبر (من حديث أنس [1].

[1] سنن النسائي (2: 60) . قال النسائي عقيب حديث أنس: لا نعلم أحدا تابع عمرو بن يحيى على قوله " يصلي على حمار " وحديث يحيى بن سعيد عن أنس. الصواب موقوف، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقال النووي: شرح مسلم (5: 211- 212) : قال الدارقطني وغيره: هذا غلط من عمرو بن يحيى المازني , قالوا: وإنما المعروف في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته, أو على البعير, والصواب أن الصلاة على الحمار من فعل أنس كما ذكره مسلم بعد هذا, ولهذا لم يذكر البخاري حديث عمرو, هذا كلام الدارقطني ومتابعيه, وفي الحكم بتغليط رواية عمرو نظر, لأنه ثقة, نقل شيئا محتملا, فلعله كان الحمار مرة والبعير مرة أو مرات ,لكن قد يقال: إنه شاذ, فإنه مخالف لرواية الجمهور في البعير والراحلة, والشاذ مردود, وهو المخالف للجماعة, والله أعلم.
قلت: يريد بقوله: إن الصلاة على الحمار من فعل أنس , ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما- واللفظ للبخاري- عن أنس بن سيرين قال: استقبلنا أنسا حين قدم من الشام, فلقيناه بعين التمر, فرأيته يصلي على حمار ووجهه من ذا الجانب - يعنى يسار القبلة- فقلت: رأيتك تصلي لغير القبلة فقال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لم أفعله.
فقوله: " رأيتك تصلي لغير القبلة " فيه إشعار- كما قال الحافظ - بأنه لم ينكر الصلاة على الحمار, ولا غير ذلك من هيئة أنس في ذلك وإنما أنكر عدم استقبال القبلة فقط (الفتح 2: 576) . وقول النسائي: لا نعلم أحدا تابع عمرو بن يحيى على قوله " يصلى على حمار" فيما يبدو غير سليم فقد ذكر هو من طريق يحيى بن سعيد ذلك وإن كان رجح وقفه , لكن روى السراج من طريق يحيى بن سعيد عن أنس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على حمار وهو ذاهب إلى خيبر. قال الحافظ: إسناده حسن , وله شاهد من حديث عمرو بن يحيى المازني عن سعيد بن يسار عن ابن عمر. ثم ذكر حديث الباب, ولهذا عقد البخاري على حديث أنس المار ذكره في الصحيحين , باب صلاة التطوع على الحمار.
وقال الحافظ بعد ذكره لرواية ابن عمر وأنها شاهد لرواية أنس من طريق السراج: فهذا يرجح الاحتمال الذي أشار إليه البخاري. وأيضا حديث أنس عند الشيخين. وقوله " لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لم أفعله" يحتمل أنه يريد الأمرين معا وهو الصلاة على الحمار والصلاة لغير جهة القبلة، ويحتمل واحدا منهما. وتغليط ألفاظ الثقات مسألة فيها نظر، والله أعلم.
اسم الکتاب : مجموعة الحديث على أبواب الفقه المؤلف : محمد بن عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست