والعلم بعدد القطر .. وعدد النبات .. وعدد الذرات .. وعدد النجوم .. وعدد المخلوقات .. وعدد الأنفاس .. وعدد الكلمات .. ووقت قيام الساعة .. ووقت نزول الغيث .. وغير ذلك مما حجب العليم الخبير علمه عن البشر، واختص بعلمه عالم الغيب والشهادة.
فمن تكلف علم ذلك فقد ظلم نفسه، وتدخل فيما لم يؤمر به، وتجاوز ما حُدّ له، وكلف نفسه ما لا طاقة له به.
قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} [الطلاق: 12].
- أقسام العلوم باعتبار منفعتها:
العلوم باعتبار منفعتها نوعان:
الأول: علم تكمُل النفس به، وهو العلم بالله، وأسمائه، وصفاته، وشرعه.
الثاني: علم لا يحصل للنفس به كمال، وهو كل علم لا يضر الجهل به، ولا ينفع العلم به من قيل وقال، وما يضر كعلم السحر والكهان.
- درجات الحصول على العلم:
العلم من حيث الحصول عليه ثلاث درجات:
الأولى: علم جلي: وهو كل ما يدرك بالحواس كالسمع، والبصر، والعقل، وهي طرق العلم وأبوابه، وكذلك ما يُدْرَك بخبر الصادق، وما يحصل بالفكر والاستنباط.
الثانية: علم خفي: وهو ما ينبت في القلوب الطاهرة من كدر الدنيا، وفي الأبدان الزاكية التي زَكَتْ بطاعة الله، ونبتت على أكل الحلال.