اسم الکتاب : التنبيه على مبادئ التوجيه - قسم العبادات المؤلف : ابن بشير، أبو الطاهر الجزء : 1 صفحة : 377
وهي طرف لأنها تؤدى عند الطرف. وصلاة العشاء وهي المراد بالزلف من الليل، وقيل: الطرف الثاني الظهر والعصر. فتتناول على هذا أربع صلوات. وقيل الزلف من الليل يتناول المغرب والعشاء فتتناول الآية على هذا خمس صلوات. وقال تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [1][2]، فقيل المراد بالدلوك الظهر والعصر والمراد بغسق الليل العشاء الآخرة، وقيل: المراد به المغرب، وقرآن الفجر المراد به صلاة الصبح. وهذا الخلاف على خلاف بين الأصوليين في الأوامر هل تتعلق بوقت الكراهة عند إطلاقه أم لا؟
(أوقات الصلاة من السنة)
فهذا ما يتعلق بالأوقات من القرآن. وأما ما يتعلق بذلك من السنَّة فيخرج عن الحصر، لكن تلقت الأمة بالقبول الحديث المروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى به جبريل عليه السلام عند البيت يومين، فبيّن في اليوم الأول أوائل الأوقات، وفي اليوم الثاني أواخرها إلا المغرب فإنه صلاها في اليومين في وقت واحد وذلك عند مغيب الشمس [3]. وكذلك بيَّن [4] - صلى الله عليه وسلم - للسائل فصلى [1] ساقط من (ت). [2] الإسراء: 78. [3] أخرج الترمذي في الصلاة (149) واللفظ له، وأبو داود في الصلاة (393)، وأحمد (1/ 333) عن ابنِ عَبّاس أَنَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَمَّنِي جِبرِيلُ عَلَيهِ السلام عِنْدَ البَيتِ مَرَّتَينِ فَصَلي الظهرَ فِيِ الأُولَى مِنهُمَا حِينَ كَانَ الفَيءُ مِثلَ الشراكِ، ثُم صلى العَصرَ حِينَ كَانَ كُل شَئء مِثل ظِلِّهِ ثُمَّ صلى المَغرِبَ حِين وَجَبَت الشَّمْسُ وَأَفطَرَ الصَّائِمُ ثُمَّ صَلَّى العِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُم صَلَّى الفَجرَ حِينَ بَرقَ الفَجْرُ وَحَرُمَ الطعَامُ عَلى الصَّائِم، وصَلَّى المَرَّةَ الثَّانِيَةَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثْلَهُ لِوَقتِ العَصْرِ بالأَمْسِ، ثُم صَلى العَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثْلَيهِ ثُم صَلَّى المَغْرِبَ لِوَقْتِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ صَلَّى العِشَاءَ الآخِرَةَ حِينَ ذهَبَ ثلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ أَسْفَرَتْ الأَرْضُ ثُمَّ التَفَتَ إِلَيَّ جِبرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمدُ هذا وَقتُ الأَنبِيَاءِ من قَبلكَ وَالوَقْتُ فِيمَا بَينَ هَذَيْنِ الوَقتَينِ". قَالَ الترمذي: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. [4] فسر.
اسم الکتاب : التنبيه على مبادئ التوجيه - قسم العبادات المؤلف : ابن بشير، أبو الطاهر الجزء : 1 صفحة : 377