اسم الکتاب : مسائل أبي الوليد ابن رشد المؤلف : ابن رشد الجد الجزء : 1 صفحة : 636
تصفحت سؤالك، الواقع في بطن هذا الكتاب، ووقفت عليه.
والسؤال: هل الخمر محرمة العين، أو محرمة الذات، سؤال فاسد لأن عين الخمر هو ذاتها؛ فمن المستحيل أن يحرم أحدهما دون الآخر وكذلك السؤال: هل الخمر محرمة العين أو محرمة لسبب، سؤال فاسد أيضا اذ لا يستقيم أن يسأل عن علة تحريمها الا بعد المعرفة بتحريمها.
فمسالتك ترجع إلى أسئلة:
احدها: هل الخمر محرمة العين أم لا؟
والثاني: هل تحريمها لعلة، أو عبادة لغير علة؟
والثالث: السؤال عن العلة ما هي؟
والرابع: السؤال عن الدليل عن صحة العلة.
الخمر محرمة العين.
فتقول: إن الخمر محرمة العين، محرمة الذات، والدليل على تحريم عينها وذاتها الذي هو عينها، الكتاب والسنة واجماع الأمة.
فاما الكتاب فقوله عز وجل: {انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه} [سورة المائدة الآية: 90]
فأمر عز وجل باجتناب الخمر وأمره بذلك على الوجوب، والفرض عند جميع المسلمين وأخبر انها من عمل الشيطان وعمل الشيطان حرام وقال الله عز وجل: {انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [سورة المائدة الآية: 91]
فتوعد عز وجل على استباحتها بقوله: فهل أنتم منتهون ولا خلاف فيما توعد الله على فعله: أنه حرام.
اسم الکتاب : مسائل أبي الوليد ابن رشد المؤلف : ابن رشد الجد الجزء : 1 صفحة : 636