اسم الکتاب : عن الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : العثيمين، عبد الله بن صالح الجزء : 1 صفحة : 99
مع أنه يخاطبه في رسالة أخرى بقوله:
"أنتم ومشائخكم ومشائخهم لم يفهموا دين الإسلام ولم يميزوا بين دين محمد صلى الله عليه وسلم ودين عمرو بن لحي"[1].
ومن ذلك - أيضاً - إثارة النخوة في نفس المخاطب. فهو يحاول إقناع مخاطبه بقوله:
"إن لك عقلاً، وإن لك عرضًا تشح به، وإن الظن فيك إن بان لك الحق أنك ما تبيعه بالزهايد"[2].
ويستثير همم أهل شقراء ضد خصوم الدعوة بقوله:
"والله العظيم إن النساء في بيوتهن يأنفن لكم، فضلا عن صماصيم بني زيد" [3].
بل إن حبه لنجاح دعوته جعله يقوي عامل الأمل على بادرة اليأس، فهو يخاطب عبد الله بن عبد اللطيف الأحسائي بقوله:
"ما أحسنك لو تكون في آخر هذا الزمان فاروقًا لدين الله كعمر رضي الله عنه في أوله"[4].
مع أنه كان - فما يبدو - يئسًا من استجابته له حيث يقول في نفس هذه الرسالة: "وإنما كتبت لكم هذا معذرة من الله ودعوة إلى الله لأحصل ثواب الداعين إلى الله، وإلا أنا أظن أنكم لا تقبلونه، وأنه عندكم من أنكر المنكرات" [5].
ومما يلاحظه المتأمل في رسائل الشيخ اتصافه في حالات قليلة بنوع من الحدة. وهو أمر ذكره عن نفسه في رسالته إلى عبد الله بن عيسى وابنه عبد الوهاب [6]. وكانت هذه الحدة تظهر عادة في التعامل مع خصم نشط الحركة، أو عدو يبدو الأمل في إقناعه ضعيفًا جدًا.
فالشيخ - مثلاً - يبدأ رسالته إلى خصمه اللدود سليمان بن سحيم بالعبارة التالية: [1] روضة 1/155. [2] روضة 1/107. [3] شخصية ص292. [4] روضة 1/54. [5] روضة 1/3-54. [6] روضة 1/157.
اسم الکتاب : عن الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : العثيمين، عبد الله بن صالح الجزء : 1 صفحة : 99