responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نونية ابن القيم = الكافية الشافية المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 357
والله لو جالست نفسك خاليا ... وبحثتها بحثا بلا روغان
لرأيت هذا كامنا فيها ولو ... أمنت لألقته إلى الآذان
هذا هو السر الذي من أجله اخـ ... ـتارت عليه العاجل المتدان
نقد قد اشتدت إليه حاجة ... منها ولم يحصل لها بهوان
أتبيعه بنسيئة في غير هذي ... الدار بعد قيامة الأبدان
هذا وإن جزمت بها قطعا ولـ ... ـكن حظها في حيّز الإمكان
ما ذاك قطعيا لها والحاصل الـ ... ـموجود مشهود برأي عيان
فتألفت من بين شهوتها وشبـ ... ـهتها قياسات من البطلان
واستنجدت منها رضا بالعاجل الـ ... أدنى على الموعود بعد زمان
وأتى من التأويل كل ملائم ... لمرادها يا رقة الإيمان
وصغت إلى شبهات أهل الشرك والـ ... ـتعطيل مع نقص من العرفان
واستنقصت أهل الهدى ورأيتهم ... في الناس كالغرباء في البلدان
ورأت عقول الناس دائرة على ... جمع الحطام وخدمة السلطان
وعلى المليحة والمليح وعشرة الـ ... أحباب والأصحاب والإخوان
فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد ... عوضا تلذ به من الإحسان
فالقلب ليس يقر إلا في إنا ... ء فهو دون الجسم ذو جولان
يبغي له سكنا يلذ بقربه ... فتراه شبه الواله الحيران
فيحب هذا ثم يهوى غيره ... فيظل منتقلا مدى الأزمان

اسم الکتاب : نونية ابن القيم = الكافية الشافية المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست