اسم الکتاب : الإخنائية أو الرد على الإخنائي - ت زهوي المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 33
هذه الزيارة شرعية أم لا؟ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «من حج ولم يزرني فقد جفاني» [1] «ومن زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي» [2]. وروي عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال:
«لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا».
ولفظ الجواب: الحمد لله [3]، أما من سافر لمجرد زيارة قبور الأنبياء والصالحين، فهل يجوز له قصر الصلاة؟ على قولين معروفين. [1] أخرجه ابن عدي في «الكامل» (7/ 2480) وابن حبان في «المجروحين» (2/ 73) وابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 597/ 1168).
من طريق: محمد بن محمد بن النعمان بن شبل، قال: حدّثنا جدّي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا.
قال ابن حبان في ترجمة «النعمان بن شبل» من «المجروحين»: «يأتي على الثقات بالطامات، وعن الأثبات بالمقلوبات».
والحديث حكم عليه بالوضع كل من ابن الجوزي والذهبي في «ميزان الاعتدال» (3/ 237) والشوكاني في «الفوائد المجموعة» ص 118 والألباني في «الضعيفة» (45). [2] أخرجه الدارقطني في «سننه» (2/ 278/ 193) والبيهقي في «شعب الإيمان» (3/ 488/ 4151) من طريق: هارون أبي قزعة، عن رجل من آل حاطب، عن حاطب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فذكره.
وهذا إسناد ضعيف؛ هارون بن قزعة، ضعفه يعقوب بن شيبة، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في «الضعفاء» وقال البخاري: «لا يتابع عليه» «لسان الميزان» (6/ 238).
بل قال الأزدي: «متروك».
أضف إلى ذلك جهالة الرجل من آل حاطب.
ومع هذا فقد قام أحد المشوهين لعلم الحديث- وهو المدعو: محمود سعيد ممدوح في كتابه المتهافت «رفع المنارة بتخريج أحاديث التوسل والزيارة» بمحاولة يائسة لتحسين الحديث والاعتبار به.
فقال ص 274 بعد أن نقل كلام العلماء في تضعيف هارون، «لكن ذكره ابن حبان في «الثقات» (7/ 580)»!!.
قلت: وهذا تلبيس وتدليس، فإن ابن حبان ذكره في «الثقات» ولكنه قال: «يروي عن رجل من ولد حاطب المراسيل».
ثم هب أن ابن حبان وثقه؛ فمتى كان يعتد بتوثيقه إذا خالفه كبار المجرحين، بل حتى ولو انفرد بالتوثيق؟ وهذا مما اتفق عليه أهل الاصطلاح والحديث.
وأغرب من ذلك قوله: «فالرجل ممن يعتبر بحديثه ويستشهد به»!!.
ثم قال: «وقد قال الحافظ الذهبي: أجودها- كذا- (أي أحاديث الزيارة) إسنادا حديث حاطب».
قلت: وهذا كذب وتدليس أيضا، فإن الذهبي إنما قال: «أجودهما حديث حاطب هذا».
يعني أجود الحديثين (حديث ابن عمر السابق وحديث حاطب) هو حديث حاطب. وكذا قال شيخ الإسلام قبله.
وهذا من حيث اعتبار الإسناد، لا يعني تجويد الحديث كما هو واضح. والله المستعان.
ولمزيد من الفائدة انظر «السلسلة الضعيفة» (1021). [3] في «مجموعة الفتاوى» (27/ 104): «الحمد لله رب العالمين».
اسم الکتاب : الإخنائية أو الرد على الإخنائي - ت زهوي المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 33