اسم الکتاب : الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 43
فصل: الغش والتدليس في الديات
...
فصل: [الغش والتدليس في الديانات]
فأما الغش والتدليس في الديانات فمثل البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة من الأقوال والأفعال، مثل إظهار المكاء[1] والتصدية[2] في مساجد المسلمين، ومثل سب جمهور الصحابة وجمهور المسلمين، أو سب أئمة المسلمين، ومشايخهم، وولاة أمورهم، المشهورين عند عموم الأمة بالخير.
ومثل التكذيب بأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تلقاه أهل العلم بالقبول.
ومثل رواية الأحاديث الموضوعة المفتراة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
ومثل الغلو في الدين بأن ينزل البشر منزلة الإله.
ومثل تجويز الخروج عن شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم.
ومثل الإلحاد في أسماء الله وآياته، وتحريف الكلم عن مواضعه، والتكذيب بقدر الله، ومعارضة أمره ونهيه بقضائه وقدره.
ومثل إظهار الخزعبلات السحرية والشعبذة الطبيعية وغيرها التي يضاهى بها ما للأنبياء والأولياء من المعجزات والكرامات، ليصد بها عن سبيل الله، أو يظن بها الخير فيمن ليس من أهله، وهذا باب واسع يطول وصفه.
فمن ظهر منه شيء من هذه المنكرات وجب منعه من ذلك، وعقوبته عليها، إذ لم يتب حتى قدر عليه، بحسب ما جاءت به الشريعة من قتل، أو جلد أو غير ذلك. [1] المكاء: الصفير، وقال بعضهم: هو أن يجمع بين أصابع يديه ثم يدخلها في فيه ثم يصفر فيها "لسان العرب: مادة مكا". [2] التصدية: ضربك يدًا على يد لتسمع ذلك إنسانًا. "لسان العرب: مادة صدي".
اسم الکتاب : الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 43