responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 96
توكل الْمُرْسلين يدْفع عَنْهُم شَرّ أعدائهم
وَقَالَ تَعَالَى واتل عَلَيْهِم نبأ نوح إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِن كَانَ كبر عَلَيْكُم مقَامي وتذكيري بآيَات الله فعلى الله توكلت فَأَجْمعُوا أَمركُم وشركاءكم ثمَّ لَا يكن أَمركُم عَلَيْكُم غمَّة ثمَّ اقتضوا إِلَيّ وَلَا تنْظرُون [سُورَة يُونُس 71]
وَكَذَلِكَ قَالَ عَن هود لما قَالَ لِقَوْمِهِ إِن نقُول إِلَّا اعتراك بعض آلِهَتنَا بِسوء قَالَ إِنِّي أشهد الله واشهدوا أَنِّي بَرِيء مِمَّا تشركون من دونه فكيدوني جَمِيعًا ثمَّ لَا تنْظرُون إِنِّي توكلت على الله رَبِّي وربكم مَا من دَابَّة إِلَّا هُوَ آخذ بناصيتها إِن رَبِّي على صِرَاط مُسْتَقِيم [سُورَة هود 54 - 56] فَهَذَا من كَلَام الْمُرْسلين مِمَّا يبين أَنه بتوكله على الله يدْفع شرهم عَنهُ
فنوح يَقُول إِن كَانَ كبر عَلَيْكُم مقَامي وتذكيري بآيَات الله فعلى الله توكلت فَأَجْمعُوا أَمركُم وشركاءكم ثمَّ لَا يكن أَمركُم عَلَيْكُم غمَّة ثمَّ اقضوا إِلَيّ وَلَا تنْظرُون فَدَعَاهُمْ إِذا استعظموا مَا يَفْعَله كارهين لَهُ أَن يجتمعوا ثمَّ يَفْعَلُوا بِهِ مَا يريدونه من الإهلاك وَقَالَ تَعَالَى فعلى الله توكلت فلولا أَن تَحْقِيقه هَذِه الْكَلِمَة وَهُوَ توكله على الله يدْفع مَا تحداهم بِهِ ودعاهم إِلَيْهِ تعجيزا لَهُم من مناجزته لَكَانَ قد طلب مِنْهُم أَن يهلكوه وَهَذَا لَا يجوز وَهَذَا طلب تعجيز لَهُم فَدلَّ على أَنه بتوكله على الله يعجزهم عَمَّا تحداهم بِهِ
وَكَذَلِكَ هُوَ يشْهد الله وإياهم أَنه بَرِيء مِمَّا يشركونه بِاللَّه ثمَّ يتحداهم ويعجزهم بقوله فكيدوني جَمِيعًا ثمَّ لَا تنْظرُون إِنِّي توكلت على

اسم الکتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست