responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 25
أَنْوَاع الْقُنُوت الَّذِي يعم الْمَخْلُوقَات
وعَلى هَذَا فالقنوت الَّذِي يعم الْمَخْلُوقَات أَنْوَاع
الأول
أَحدهَا طَاعَة كل شَيْء لمشيئته وَقدرته وخلقه فَإِنَّهُ لَا يخرج شَيْء عَن مَشِيئَته وَقدرته وَملكه بل هُوَ مُدبر معبد مربوب مقهور وَلَو تخيل إِلَيْهِ فِي نَفسه أَنه لَا رب لَهُ وَأَنه يقدر أَن يخرج عَن ملك الرب فَهَذَا من جنس مَا يتخيل للسكران والنائم المأسور المقهور وَالْمَجْنُون المربوط بالأقياد والسلاسل بل نُفُوذ مَشِيئَته الرب وَقدرته فِي المستكبرين عَن عِبَادَته أعظم من فوذ أَمر الآسر فِي أسيره وَالسَّيِّد فِي مَمْلُوكه وقيم المارستان فِي الْمَجْنُون بِكَثِير كثير
وَهَذَا مُتَوَجّه على قَول أهل السّنة الَّذين يَقُولُونَ لَا يكون فِي ملكه إِلَّا مَا يَشَاء فَلَيْسَ لأحد خُرُوج عَن الْقدر الْمَقْدُور وَلَا يتَجَاوَز مَا خطّ لَهُ فِي اللَّوْح المسطور بِخِلَاف قَول الْقَدَرِيَّة فَإِن العصاة على قَوْلهم خَرجُوا عَن مَشِيئَة وَقدرته وَحكمه وسلطانه وخلقه فليسوا قَانِتِينَ لَا لأَمره الشَّرْعِيّ وَلَا لأَمره القدري الكوني وَأما أهل السّنة فَيَقُولُونَ إِنَّهُم قانتون لمشيئته وَحكمه وَأمره الكوني كَمَا تقدم
وعَلى هَذَا الْوَجْه فالقانت قد لَا يشْعر بقنوته فَإِن المُرَاد بقنوته كَونه مُدبرا مصرفا تَحت مَشِيئَة الرب من غير امْتنَاع مِنْهُ بِوَجْه من الْوُجُوه وَهَذَا شَامِل للجمادات والحيوانات وكل شَيْء قَالَ تَعَالَى مَا من دَابَّة إِلَّا هُوَ آخذ بناصيتها [سُورَة هود 56] وَقَالَ تَعَالَى فسبحان الَّذِي بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء وَإِلَيْهِ ترجعون [سُورَة يس 83]
الثَّانِي
النَّوْع الثَّانِي من الْقُنُوت هُوَ مَا يشْعر بِهِ القانت وَهُوَ اعترافهم كلهم بِأَنَّهُم مخلوقون مربوبون وَأَنه رَبهم كَمَا تقدم
الثَّالِث
الثَّالِث أَنهم يضطرون إِلَيْهِ وَقت حوائجهم فيسألونه ويخضعون لَهُ وَإِن كَانُوا إِذا أجابهم أَعرضُوا عَنهُ قَالَ الله تَعَالَى وَإِذا مس الْإِنْسَان الضّر

اسم الکتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست