responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 150
الْخَامِس
الْخَامِس أَن الْعباد لَا بُد لَهُم من سيئات وَلَا بُد فِي حياتهم من تَقْصِير فلولا عَفْو الله لَهُم عَن السَّيِّئَات وتقبله أحسن مَا عمِلُوا لما استحقوا ثَوابًا وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نُوقِشَ الْحساب عذب قَالَت عَائِشَة يَا رَسُول الله أَلَيْسَ الله يَقُول فَأَما من أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا سور الإنشقاق 7 8 قَالَ ذَلِك الْعرض وَمن نُوقِشَ الْحساب عذب
وَلِهَذَا جَاءَ فِي حَدِيث الشَّفَاعَة الصَّحِيح إِذا طلبت الشَّفَاعَة من أفضل الْخلق آدم ونوح وَإِبْرَاهِيم ومُوسَى وَاعْتذر كل مِنْهُم بِمَا فعل قَالَ لَهُم عِيسَى اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّد عبد غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر
وَلِهَذَا قَالَ فِي الحَدِيث لما قيل لَهُ وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله قَالَ وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله بعفوه فَتبين بِهَذَا الحَدِيث أَنه لَا بُد من عَفْو الله وتجاوزه عَن العَبْد وَإِلَّا فَلَو ناقشه على عمله لما اسْتحق بِهِ الْجَزَاء قَالَ الله تَعَالَى أُولَئِكَ الَّذين نتقبل عَنْهُم أحسن مَا عمِلُوا ونتجاوز عَن سيئاتهم فِي أَصْحَاب الْجنَّة [سُورَة الْأَحْقَاف 16] وَقَالَ تَعَالَى وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ أُولَئِكَ هم المتقون إِلَى قَوْله ليكفر الله عَنْهُم أَسْوَأ الَّذِي عمِلُوا ويجزيهم أجرهم بِأَحْسَن الَّذِي كَانُوا يعْملُونَ [سُورَة الزمر 33 - 35]

اسم الکتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست