اسم الکتاب : صحيح أبي داود - الأم المؤلف : الألباني، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 221
"الصحيح "؛ فتخظئتهم ورد روايتهم- وهم بهذه الكثرة والمنزلة في الثقة والعدالة-
لمجرد جزم سليمان بن حرب بوقفه، أو لتوقف غيره في رفعه؛ مما لا ينشرح له
الصدر، ولا تقبله قواعد هذا الفن الشريف؛ بل الظاهر من مجموع هذه الروايات
عن حماد: أن حمادا نفسه كان تارة يرفع الحديث، وتارة يوقفه، وتارة يتردد في
ذلك، فروى كل عنه ما سمعه منه.
فكل الروايات عنه صحيحة ثابتة، لكن يبقى النظر في أصل الحديث؛ هل هو
مرفوع أم موقوف؟
ويترجح عندنا الأول؛ وذلك لأمور:
الأول: ما قاله ابن التركماني في رده على البيهقي- بعد أن ذكر شيئاً من
الخلاف السابق في رفعه ووقفه- قال:
" وإذا رفع أحد حديثاً ووقفه آخر، أو فعلهما شخص واحد في وقتين؛ يرجح
الرافع؛ لأنه أتى بزيادة، ويجوز أن يسمع الإنسان حديثاً فيوقفه في وقت، ويرفعه
في وقت آخر، وهذا أولى من تغليط الراقع ".
وذكره الزيلعي (1/19) بتصرف يسير في بعض الألفاظ؛ دون أن ينسبه إلى
ابن التركماني، وقد لاحظت ذلك منه غير مرة، وليس بجيد؛ فإن من أمانة العلم
نسبةَ كل قول إلى قائله!
الأمر الثاني: أن قوله عليه الصلاة السلام: " الأذنان من الرأس "؛ روي عن
أبي أمامة من وجهين آخرين: أخرجهما الدارقطني (38- 39) وضعفهما.
الثالث: أن الحديث ورد مرفوعاً عن جمع كثير من الصحابة؛ وهم:
2- عبد الله بن زيد 3- عبد الله بن عباس 4- أبو هريرة 5- أبو موسى
6- عبد الله بن عمر 7- عائشة 8- أنس.
اسم الکتاب : صحيح أبي داود - الأم المؤلف : الألباني، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 221