اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 60
الحقيقة الرابعة:
أنه إذا كان لدينا في الموضوع الواحد حديث أَو أَكثر من صنف الصحيح أو الحسن، وفيه كذلك حديث أَو أَكثر من صنف الضعيف، فالأَجدر بنا أَن نستغني بما لدينا من الصنف الأَول عن الثاني، ولا داعي لأَن نعبىءَ حوافظنا من الضعيف، فإِن ذلك سيكون حتماً على حساب الصحيح.
ولهذا ورد عن بعض الصحابة: ما اجتهد قوم في بدعة إِلّا أَضاعوا مثلها من السنة.
وهذا أَمر مشاهد.
ومن هنا روى الخطيب في (الكفاية) عن الإِمام ابن مهدي , قال: لا ينبغي للرجل أَن يشغل نفسه بكتابة أحاديث الضعاف، فإِن أَقل ما فيه أَن يفوته - بقدر ما يكتب من حديث أهل الضعف - يفوته من حديث الثقات. . . (ص 133).
وإذا كانت طاقة الإِنسان في الحفظ والتذكر والاستيعاب والهضم محدودة ولابدّ، فليصرفها إذن فيما هو أَحق وأَولى، ولا يختلف اثنان أَن الصحيح أَولى بأَن توجه إليه الطاقات وتصرف إليه الجهود والأوقات من الضعيف.
الحقيقة الخامسة:
أَن أَحاديث الرقائق والترغيب والترهيب - وإِن كانت لا تشتمل على حكم يحلل أَو يحرم - نجدها تشتمل على شيءٍ آخر، له أهميته
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 60