responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 36
أَما العمل رغبة في مثوبة الله ورهبة من عقوبته، فهو يسع الناس جميعاً، وهو من أَقوي الدوافع لفعل الخيرات، واجتناب الشرور، عند جماهير الناس.
على أَن هنا نقطة جديرة بالالتفات والتأَمل، نبه عليها شيخنا الدكتور دراز رحمه الله حين قال:
(إِن الناس كثيراً ما يلتبس عليهم الأَمر بين أَجزية العمل وثمراته من جهة، وبين أَهداف العامل وغاياته، من جهة أُخرى، وهكذا يخلطون بين الغاية الفعلية، بمعنى طرف الطريق وآخره، والغاية القصدية، بمعنى نية العامل وهدفه، ظانين أَن وضع إِحداهما هو وضع للأُخرى، حتى كأَن الإِسلام يلوح للمؤمنين أَن يقصدوا بأَعمالهم تلك النتائج كلها، أَو بعضها على التخيير، كلا، إِن الأَمر ليس كما زعموا، فأَنواع الأَجزية التي قررها القرآن للفضيلة والرذيلة لا تحصى كثرة، ولكن الهدف الذي وضعه نصب عين العامل هدف واحد لا تعدد فيه ولا تردد: هو وجه الله محضاً خالصاً. وهذا كما ترى تعبير روحي عن معنى أَداءِ الواجب لذاته. وهو معنى نجده في القرآن في أَكثر من أَلف موضع، كلها تحث على الفضيلة لما لها من قيمة ذاتية، بغض النظر عن كل آثارها. على أَن تلك الأَجزية الكريمة التي وعد الله بها المتقين، إِنما وعد بها من كانت غايته من عمله هو وجه الله وحده، فهو الذي "أَتي الله بقلب سليم" وهو الذي "جاءَ بقلب منيب" وهو الذي كان عمله "في سبيل الله" وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجهاد بدافع الحمية، أَو لطلب الغنيمة، أَو بقصد حسن الذكر، فأَومأَ إِلى أَن

اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست