اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 13
شمول الجزاء وتنوعه في الإسلام:
أَما الجزاءُ في الإِسلام، كما يلمسه من يقرأُ أَحاديث هذا الكتاب فضلاً عن قراءَة القرآن - فهو جزاء متنوع شامل: يشمل الأَجزية الدنيوية، والأُخروية، والروحية والمادية، والفردية والاجتماعية، والنفسية والأَخلاقية، سواء في جانب المثوبة أَم العقوبة.
المثوبات الروحية:
فمن المثوبات الروحية المعجلة في هذه الدنيا: الحصول على محبة الله تعالى ورضوانه ومعيته والقرب منه، فإِذا علم المؤمن أَن هذا العمل يحبه الله تعالى ويرضاه، ويحب من قام به، كان ذلك من أَعظم الدوافع لتحصيله.
وأَمثلة ذلك وفيرة، منها:
الحديث القدسي في الصحيح: " ولا يزال عبدي يتقرب إِليَّ بالنوافل حتى أَحبه، فإِذا أَحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. . ".
وحديث: " إِن الله يحب من أَحدكم إِذا عمل عملاً أن يتقنه ".
= "إذا أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع ما تملك واعطه للفقراء، وسيكون لك كنز في السماء، ثم تعال واتبعني " (الفقرة 21 من الفصل 10 في إنجيل مرقص، ومن الفصل 19 في إنجيل متى). وفي إنجيل لوقا قول عيسى لتلاميذه: " وأنتم فلا تبحثوا عما تأكلون وما تشربون، ولا تهتموا لذلك، لأن هذه الأشياء إنما يبحث عنها غير المؤمنين، وإن ربكم (أباكم) يعرف حاجتكم إليها. فابحثوا بالأحرى عن ملكوت السماء، وكل هذه الحاجات ستعطى لكم نافلة. . . بيعوا ما تملكون واجعلوه صدقات، واتخذوا لكم خزانة لا تنفذ، وكنزاً لا يفنى في السماء ". (الفقرات 29 - 34 من الفصل 12).
وكذلك نرى الوصية عينها تتكرر على لسان تلاميذ المسيح، يؤكدونها في كتبهم ومراسلاتهم.
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف الجزء : 0 صفحة : 13