responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 109
الدمياطي: يا سيدي، ما أَقعدك على مصطبة الحانوت، وكان الحانوت مغلقاً فقال " في الحال " وهو في تلك الشدة: بغير إِذن صاحبه، كيف يكون؟! وما رضي.
ومما حكاه التاج السبكي عن أَبيه الإِمام تقي الدين أَن شيخ الإِسلام عز الدين بن عبد السلام كان يُسْمِع الحديث قليلا بدمشق، فلما دخل القاهرة بطل ذلك، وصار يحضر مجلس الشيخ زكي الدين، ويسمع عليه في جملة من يَسمَع ولا يُسمِع! وإِن الشيخ زكي الدين أَيضاً ترك الفتيا، وقال: حيث دخل الشيخ عز الدين لا حاجة بالناس إِليّ.
أَقول: وهذا من أَدب الأَكابر، وأَخلاق العلماءِ الأَعلام: أَن يدع كل منهم لصاحبه ما هو أَحق به وأَولى.
ومن شعره:
اعمل لنفسك صالحاً لا تحتفل ... بظهور قيل في الأَنام
وقال
فالخَلْق لا يرجى اجتماع قلوبهم ... لابد من مثنٍ عليك
وقال (1)
توفي في الرابع من ذي القعدة، سنة ست وخمسين وستمائة (6565) ا. هـ. وهذه هي السنة التي دخل التتار فيها بغداد، وقضوا على الخلافة العباسية وسالت فيها دماءُ المسلمين أَنهاراً. ولا حول ولا قوة إِلّا بالله.
وقال عنه الحافظ ابن كثير في تاريخه: (الإِمام العلامة ... الشافعي المصري، أَصله من الشام، وولد بمصر وكان شيخ الحديث بها مدة طويلة، وإِليه الوفادة والرحلة من سنين متطاولة ... وسمع الكثير، ورَحل

(1) قال: مبغض، ومنه قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى).
اسم الکتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب المؤلف : القرضاوي، يوسف    الجزء : 0  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست