اسم الکتاب : المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 446
إلا أنت". واللفظ لمسلم).
(رواه: يعقوب بنُ أبي سلمة الماجشون، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطوله). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وقد ورد في بعض طرق الحديث بسندٍ صحيحٍ في أوله: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة .. وساق الحديث؛ وبهذا الحرف يُرَدُّ على أهل الكوفة، الذين يقولون -كما نقل الترمذي-: إن هذا الدعاء يكونُ في صلاة التطوع دون المكتوبة، والصحيحُ في هذا ما ذهبَ إليه الشافعيُّ رحمه الله أنَّ ذلك في المكتوبة وفي التطوع. وقد تولى ابنُ خزيمة الردَّ على أهل الكوفة، فقال في "صحيحه" (1/ 307 - 308): "ورد عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر فرفع يديه، ثم قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ... ، فذكر الدعاءَ بتمامه، ما بان وثبتَ أنَّ الدعاءَ في الصلاة المكتوبة -وإن ليس ذلك الدعاءُ في القرآن- جائزٌ، لا كما قال مَنْ زَعَمَ: أَنَّ مَن دعا في المكتوبة بما ليس في القرآن فسدت صلاتُهُ، حتى زعم أنَّ مَنْ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله في المكتوبة فسدت صلاته، وزعم أنه ليسَ في القرآن: "لا حول"، وزعم، أنَّه إِن انفَرَدَ فقال: "لا قوة إلا بالله"، جاز؛ لأنَّ في القرآن {لَا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ} [الكهف: 39] , فَيُقَالُ له: فهذه الألفاظُ التي ذكرناها عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في افتتاح الصلاة، وفي الركوع, وما سنذكره بمشيئة الله وإرادتهُ عند رفع الرأس من الركوع، وفي السجود، وبين السجدتين، وبعد الفراغ من التشهد قبل السلام. وأمرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المُصَلِّي بأنْ يتخيرَ مِنَ الدعاء ما أحبَّ بعدَ التشهد في أي موضع مِنَ القرآن، وقد دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في أَوَّلِ صلاته، وفي الركوع، وعند رفع الرأسِ من الركوع، وفي السجود، وبين
اسم الکتاب : المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 446