responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلغة الى أصول اللغة المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 114
ذكر بعض الشيء والمراد كله، وقد جاء القرآن بجميع هذه السُّنن لتكون حجة الله عليهم أكد [1].
وقال الفارابي: هذا اللسانُ كلام أهل الجنة وهو المُنَزَّه من بين الألسنة من كلِّ نقيصه، والمُعلَّى من كلِّ خسيسة، والمهذَّب مما يُسْتَهجن أو يُسْتَشْنَع فَبُنى مَبَاني باينَ بها جميع اللغات من إعراب أوجده الله له، وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به، والعرب تميل عن الذي يُلزِم كلامها الجَفاء الى ما يُلين حواشيه ويُرِقها، وقد نزّه الله لسانها عما يجفيه ... انتهى [2].
ولم تكن الكُنَى لشيء من الأمم إلا للعرب، وهي من مفاخرها، والكُنية إعظام وما كان يُؤْهَل لها إلا ذو الشرف ثم ترقّوْا عن الكُنَى الى الألقاب الحسنة فقلَّ من المشاهير في الجاهلية والإسلام مَنْ ليس له لقب، إلا أنّ ذلك ليس خاصّا بالعرب، فلم تزل الألقاب في الأمم كلِّها من العرب والعجم يقال: اختصَّ الله العرب بأربع: العمائم تيجانها، والحبا [3] حيطانها، والسيوف سيجانها [4]، والشعر ديوانها [5].

الثالثة والعشرون: معرفة الاشتقاق
أجمع أهل اللغة - إلا من شذَّ منهم - أن للغة العرب قياساً، وأنّ العرب تَشْتقُّ بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجِنِّ (45/ ... ) مشتقُّ من الاجْتنان، وأنّ الجيم والنّون تَدُلاّن أبداً على السَّتْر، وأنَّ الإنس من الظهّور وعلى هذا سائر كلام العرب، عَلِم ذلك من عَلِم، وجَهِله من جهل ونكتة الباب أن اللغة لا تُؤْخذ قياساً نقيسه الآن نحن [6].
والإشتقاق من أغْرَب كلام العرب، وهو ثابت عن الله تعالى بنَقْل العُدول عن رسول الله (صللم) لأنه أوتي جَوَامع الكَلِم، وهي جمعُ المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة، ومن ذلك قوله فيما صح عنه: يقول الله: " أنا الرحمن خلقتُ الرُّحم وشققت لها من اسمي " [7] وغير ذلك من الأحاديث.

[1] ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 207 - 213، 17 - 227، 230 - 257، ينظر: المزهر: 1/ 331 - 342.
[2] ديوان الأدب: 1/ 72، المزهر: 1/ 342،343.
[3] في الاصل الحبى والصواب ما أثبتناه، لسان العرب مادة (حبا): 1/ 560.
[4] السيجان جمع الساج وهو الطيلسان الأخضر والأسود من تعليق للسيد ذو الفقار أحمد في حاشية البلغة، ينظر: القاموس: 1/ 194.
[5] المزهر: 1/ 343،344.
[6] الصاحبي في فقه اللغة: 67، المزهر: 1/ 345،346.
[7] السنن الكبرى للبيهقي: 7/ 26، فتح الباري شرح صحيح البخاري للعسقلاني: 10/ 12.
اسم الکتاب : البلغة الى أصول اللغة المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست