responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 501
مجرى حطم وزفر؛ فيبنى على الضم؛ لأنه معرفة. وأما لكاع فبنى على الكسر؛ لأنه على بناء نزال ودراك وما أشبههما، من أسماء الأمر والنهي، التي لا تتمكن في غير النداء؛ لأنها على وزنها، وهي مؤنث مثلها، ومعرفة كذلك، وهو في / غير النداء أيضاً مكسور كقول الحطيئة:
أطوف ما أطوف ثم آتي إلى بيت قعيدته لكاع
وأما قوله: إذا قيل: ادن فتغد، فقل: ما بي تغد، وفي العشاء: ما بي تعش، ولا تقل: غداء ولا عشاء؛ لأنه الطعام بعينه. وإذا قيل لك: ادن فاطعم فقل: ما بي طعم، ومن الشراب: ما بي شرب. وإذا قيل لك: ادن فكل، فقل: ما بي أكل؛ بالفتح؛ فإنما يعني أنك تأتي في هذا الموضع بمصادر الفعل الذي دعيت إليه لا غير، وهو الأصل كما قال. والعامة تقول: ما بي عشاء، وما بي غذاء، ولا تعلم أن الغداء والعشاء اسمان للطعام الذي يتغدى به ويتعشى، بل تظن أنه اسم الفعل الذي هو المصدر، وتستعمله في كلامها كذلك. وهو مما يجوز على الاتساع والاستعارة، وعلى حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. والمعنى ما بي حاجة إلى غداء، وما بي حاجة إلى عشاء، وما بي شهوة ونحو ذلك لكان جيداً، ولم يكن فيه لفظ التغدي والتعشي بعد أن يكون مصدراً في ذلك المعنى. والغداء اسم الطعام الذي يتغدى به، والعشاء اسم الطعام الذي يتعشى به. وأما الطعم والشرب والأكل فأسماء الفعل. والعامة تستعملها كما تستعملها الخاصة. وفي حديث النبي – صلى الله عليه – أنه قال:"ماء زمزم طعام طعم، وشراب شرب".
وأما قوله: وتقول هذه عصا معوجة؛ فإنه يعني بتسكين العين، وتشديد الجيم؛ لأن

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 501
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست