اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه الجزء : 1 صفحة : 400
ولم تُداوِ غُلةَ القلب الشَّئِف
وأنشدنا محمد بن يزيد:
فما لشآفة في غير ذنب إذا ولى صديقك من طبيب
وأما قوله: أسكت الله نأمته؛ فإن العامة تشدد الميم منها ولا تهمز، فيصير / على وزن فاعلة من النميمة، كأنها تذهب إلى اللسان، وليس هذا مراد العرب، وإنما مرادهم: فعلة من النئيم، وهو الصوت الضعيف، يقال: نئم ينئم نئيما، يقال ذلك للطائر والسنور والمريض، كما قال الأعشى:
لا يسمع المرء فيها ما يؤنسه بالليل إلا نئيم البوم والضوعا
وقال المرار في العير:
صخب التعشير نئام الضحا
والنئيم أيضا من صوت الأسد، دون الزئير.
وأما قوله: ربطت لذلك الأمر جأشا، إذا تحزمت له، فلا معنى لقوله إذا تحزمت له. وإنما لمراد به إذا امطأننت له ولم تهيبه وتشددت له، كما يقال ربط الله على قلبه، إذا عزي. والجأش كالقلب. ومنه قيل للصدر: جؤشوش، على فعلول. وإنما يراد أنه أمسك نفسه، وشدد قلبه، وإن لم يتحزم لشيء، ولم يتأهل له. ووالعامة تقول ذلك بغير همز، كأنه على تليين الهمز، مثل قول العرب الذين يخففون الهمزة، وأصله التحقيق، ولكن لغة
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه الجزء : 1 صفحة : 400