responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 330
إلى النون، كما قد شرحناه، في كتاب "الإرشاد"، وكتاب "الهداية" وغيرهما من كتب النحو.
وأما قوله: والجنة: الجن، والجنون أيضا، والجنة: البستان، والجنة: السلاح؛ فإن أصل ذلك كله من الاجتنان، وهو الاستتار بالشيء، ولذلك قيل لظلام الليل: جنان الليل، وإنما سميت الجن جنا، لاستتارها عن الناس. والجنة اسم لها، كالغلمة والصبية. وقال: "الخليل": الجن جماعة ولد الجان، والجنة جميعهم. والجان: أبو الجن. ومنه قول الله عز ذكره: (ولَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ). وأما قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ) فيصلح/ أن يكون معناه الجنون، بمنزلة اللمة من اللمم، وأن يكون معناه الجن. وإنما جاءت الجنة اسما للجنون، كما قيل به: علة، على فعلة اسما للاعتلال، وكما جاءت الريبة ونحوها. وقال "الخليل": المجنة: الجنون، بالميم، وفيه يقول الشاعر:
وإني من القوم الذين دماؤهم شفاء من الداء المجنة والخبل
وأما الجنة بالفتح اسم البستان، فإنما سمي البستان بمصدر المرة الواحدة، على فعلة، وسمي جنة؛ لاجتنان كل شيء منه من الأشجار والأنبات. وأما الجنة بضم الجيم اسم السلاح واسم لما يستتر به من السلاح، كما قيل لما يلعب به: لعبة، ولما يخدع به: خدعة على مثال فعلة. يقال: قد اجتن واستجن، أي أستتر؛ ولذلك سمي الترس: المجن، وجمع: المجان. وفي الحديث: "كأن وجوههم المجان المطرقة" يعني الترك.

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست