responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 126
(وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) ولا يقال في شيء من ذلك شرق، ولا يقال لها أشرقت، ولا هي مشرقة، إذا كانت في سحاب أو غيره، أو دخان، حتى ينجلي وتظهر.
وأما قوله: مشيت حتى أعييت، وأنا مُعْي، فإن معناه مشيت حتى كللت وتعبت، وكذلك ناظرت وجادلت حتى أعييت، أي تعبت وكللت. وكذلك كل شيء يُتعب ويُكل، يقال فيه قد أعييت، بألف، أي صرت ذا عياء. ومصدره: الإعياء.
وأما قوله: عييت بالأمر، إذا لم تعرف وجهه، فأنا به عيي، فإنما معناه عجزت عن الشيء، وإن لم تتعب فيه، ولم تزاوله. ومصدره:/ العي، هكذا المستعمل، كأنه اسم موضوع موضع المصدر، ومصدره على القياس. والعيا مقصور على فعل؛ لأن فعله على فَعِل يَفعَل، مثل بَعِل الرجل يَبعَل بَعَلا. ويجوز أن يجيء مصدره ممدودا أيضا. وهو مستعمل في باب التعب، وهو العياء. وقد قالوا أيضاً: الداء العياء. وأصلهما واحد، وإن كان أحدهما يستعمل في تعب البدن ومشقته، والآخر في ضعف الرأي والحيلة والقول.
وأما قوله: وأنا به عيي، فالمستعمل منه على فعيل، كما ذكر، وليس يمتنع فيه عي، على فعل، مخففا على أصل الباب، مثل: بعل وغلق، ولكنه قد استغني عنه بفعيل. وهو بمنزلة شجيت أشجى شجا، وأنا شج. وقد قيل: شجي، على فعيل، للمبالغة. وشج، بالتخفيف أجود. وكل من لم يهتد لوجه أمر، أو حجة أو مناظرة، فقد عيي به، وعي به، مبيناً، ومدغما؛ ولذلك قال ابن مفرغ:
عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامه
جعلت لها عودين من نشم وآخر من ثمامه

اسم الکتاب : تصحيح الفصيح وشرحه المؤلف : ابن درستويه    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست