اسم الکتاب : التفسير من سنن سعيد بن منصور - محققا المؤلف : سعيد بن منصور الجزء : 0 صفحة : 113
وكلام الأقران بعضهم في بعض لا يلتفت إليه، بل يُطْوَى ولا يُرْوَى.
هذا مع أن ما بينهم لم يبلغ حدّ القدح والحطّ من أحدهم على الآخر، بل نلمس منهم اعتراف بعضهم بفضل الآخر، وهذه صفة أهل الإخلاص. فانظر إلى تواضع سعيد ولين جانبه ولُطْف عبارته حين يقول: (لا تسألوني عن حديث حماد بن زيد، فإن أبا أيوب [1] يجعلنا على طَبَق، ولا تسألوني عن حديث سفيان، فإن هذا الحميدي يجعلنا على طَبَق) [2] .
وفي نظري أن سلمة بن شبيب رحمه الله بالغ بقوله: (لم يكن الذي بينه وبين الحميدي حسناً) ، إذ لو كان ذلك كذلك، لما كان الحميدي يحضر في مجالس الحديث التي كان يعقدها سعيد بن منصور [3] ، ولم يكن إذا ظفر بشيء من غرائب العلم يحرص على إطلاع سعيد عليه [4] ، فمؤدَّى عبارة سلمة هذه: أن بينهما ما يمنع من هذا كله، وقد عرفتَ ما فيه.
ومع هذا فلا ننفي أن يكون دخل في النفوس شيء من جرَّاء ما يجري بينهما حال مذاكرة الحديث ورجحان وجهة نظر أحدهما على الآخر (5) ، إلا أن هذا لم يبلغ دينهما [6] ، بل هما كباقي العلماء الذين إذا جدّ الجِدّ رأيت منهم العجب. [1] هي كنية سليمان بن حرب، وفي تكنية سعيد بن منصور له هكذا ما يدل على ما له من مكانة عنده، فتنبَّه!. [2] المعرفة والتاريخ (2 / 178) .
(3، 5) انظر القصة المتقدمة (ص 80 / ق) . [4] انظر القصة الآتية (ص 121 / ق - 122 / ق) . [6] ومما يحسن إيراده هنا: ما أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ص 353 رقم 248) بإسناد صحيح- كما قال محقق الكتاب- عن طارق بن شهاب رضي الله =
اسم الکتاب : التفسير من سنن سعيد بن منصور - محققا المؤلف : سعيد بن منصور الجزء : 0 صفحة : 113