responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجامع الصحيح للسنن والمسانيد المؤلف : صهيب عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 6
مُحَاوَلَاتُ الْعُلَمَاءِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا جَمْعَ طُرُقِ الْحَدِيثِ فِي مَتْنٍ وَاحِد
محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (124هـ)، وهو من كبار المحدثين في عصره، كان أول من استخدم طريقة جمع الأسانيد , ليكتمل سياق الروايات على وجهها، دون أن تقطعها الأسانيد
- وهو ما يُعرَف بالتلفيق - وقد كرهه بعض أهل العلم من نُقَّاد الحديث , إلا إذا كان الكلُّ ثقاتٌ , وبيَّنَ رواتَه.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ , مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ التَّمِيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَنْ يُحْسِنُ صِنَاعَةَ السُّنَنِ , وَيَحْفَظُ أَلْفَاظَهَا الصِّحَاحَ , وَيَقُومُ بِزِيَادَةِ كُلِّ لَفْظَةٍ زَادَهَا فِي الْخَبَرِ ثِقَةٌ , حتَّى كَأَنَّ السُّنَنَ كُلَّهَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ , إِلَّا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَطْ. (1)
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ المُسَيَّبِيَّ يَقُوْلُ: رَأَينَا الوَاقِدِيَّ يَوْماً جَالِساً إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فِي مَسْجِدِ المَدِيْنَةِ وَهُوَ يُدَرِّسُ، فَقُلْنَا: أَيَّ شَيْءٍ تُدَرِّسُ؟ , فَقَالَ: جُزْئِي مِنَ المَغَازِي.
وَقُلْنَا يَوْماً لَهُ: هَذَا الَّذِي تَجْمَعُ الرِّجَالَ , تَقُوْلُ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، وَجِئْتَ بِمَتْنٍ وَاحِدٍ، لَوْ حدَّثْتَنَا بِحَدِيْثِ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَةٍ , فَقَالَ: يَطُولُ , قُلْنَا لَهُ: قَدْ رَضِيْنَا , فغَابَ عَنَّا جُمُعَةً، ثُمَّ جَاءنَا بِغَزْوَةِ أُحُدٍ فِي عِشْرِيْنَ جِلْداً، فَقُلْنَا: رُدَّنَا إِلَى الأَمْرِ الأَوَّلِ. (2)
وكتب السيوطي - رحمه الله - (911هـ) على ظهر جامعه الكبير: " هذه تذكرة مباركة بأسماء الكتب التي أنهيت مطالعتها على هذا التأليف، خشية أن تهجم المنية قبل تمامه على الوجه الذي قصدته , فَيُقَيِّضُ الله تعالى من يذيِّل عليه , فإذا عرف ما أنهيتُ مطالعتَه، استغنى عن مراجعته , ونظر ما سواه من كتب السنة " (3)
وَقال الألباني في السلسلة الصحيحة (ج 13 / ص82 \ح 3279): (إنَّ ملكَ الموتِ كان يأتي الناسَ عياناً، حتّى أتى) موسى عليه السلام، فقال له: أجب ربَّك، قال: فلطَم موسى عليه السلام عينَ مَلكِ الموتِ ففَقأها، فرجعَ الملكُ إلى اللهِ تعالى، فقالَ: (يا ربِّ) إنَّك أرسلتني إلى عبدٍ لكَ لا يريدُ الموتَ، وقد فقأ عيني، (ولولا كرامتُه عليك لشققتُ عليه) قال: فردَّ اللهُ إليه عينه وقال: ارجع إلى عبدِي فقُل: الحياة تريدُ؟ , فإن كنت تريدُ الحياةَ؛ فضع يدَك على متنِ ثورٍ، فما توارت يدُك من شعرة فإنّك تعيشُ بها سنةً، قال: (أي ربِّ) ثمَّ مَه؟ , قالَ: ثم تموتُ قال: فالآن من قريبٍ، ربِّ أمتني من الأرضِ المقدّسةِ رميةً بحجرٍ (قال: فشمَّه شمّةً فقبض روحَه، قال: فجاء بعد ذلك إلى النّاسِ خفياً) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله لو أني عنده لأريتُكم قبره إلى جانب الطريق عند (وفي رواية: تحت) الكثيبِ الأحمرِ).
ثم قال الألباني: " هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المشهورة التي أخرجها الشيخان من طرق عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وتلقَّته الأمة بالقبول، وقد جمعتُ ألفاظها والزيادات التي وقعت فيها، وسُقتها لك سياقاً واحداً كما ترى؛ لتأخذ القصة كاملة بجميع فوائدها المتفرقة في بطون مصادرها،
الأمر الذي يساعدك على فهمها فهماً صحيحاً لا إشكال فيه ولا شبهة، فَتُسَلِّمَ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسليماً ". أ. هـ
قلت: فهذه أقوال علمائنا وأعمالهم , رحمهم الله أجمعين , وكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له.

(1) (ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي) ج3ص104ح453 , سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 372)
(2) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (9/ 460) , " تاريخ بغداد " 3/ 7
(3) (جمع الجوامع) , ثم ذكر السيوطي واحداً وثمانين مصنفاً حديثياً.
اسم الکتاب : الجامع الصحيح للسنن والمسانيد المؤلف : صهيب عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست