اسم الکتاب : سنن الدارمي - ت الغمري المؤلف : الدارمي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 24
فقد اتضح لك مما تقدم سبب إعادة إخراج متن الكتاب المتلخص في أمرين:
- الأوّل: ليتمكن طلبة العلم من تداوله بيسر وسهولة.
- كون الأخطاء والتصحيفات ما زالت تتكرر في الطبعات المخرجة.
أسأل الله العلي العظيم أن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم، وألّا يحرمني الأجر والقبول، وأن يُشَفِّع فينا نبيه الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وأهل الحديث العدول، وأن يكرمنا في الآخرة بمعيته - صلى الله عليه وسلم - ومعية مؤلفه والأئمة الفحول.
فصل: في الفرق بين تصويب ما يقع من الراوي وبين ما يقع من النساخ من الأخطاء
وهذا فصل جدير بالإشارة إليه والتنبيه عليه؛ لما رأيت من التجاوزات والتجرؤ من بعض من لا علم له بعلم تحقيق النصوص وآدابها، والتساهل في التصويب والاستدراك، والإسراف والتعدي على الأصول الخطية ورواة الحديث وحفاظ السنة، تراه بمجرد ما يرى خللًا في الرواية يصوبها دون التريث والبحث والتدقيق في مصدر الوهم والخطأ، وكأن سبب ذلك حال الدراسة التي يطلقون عليها الدراسة الأكاديمية التي تدرب الصغار كيف يمسكون شاشة الحاسوب بدل الكتاب، وكيف يقفون على الحديث المطلوب، حتى إذا ما تم لهم تخريج حديث وحديثين سول لأحدهم الشيطان بأنّه صار محدثًا يستطيع البحث والتعقب، وفاته أكبر من ذلك: بركة التلقي واستفادة الأدب من أهل العلم الذين هم في مقام شيوخه وآبائه، فما عسى أن يقال في تلميذ شيخه الشبكة العنكبوتية وخليله الحاسوب وقرينه المدعو لاب توب؟ اللهم نشكو إليك ما صار إليه حالنا، وما به ابتلينا.
اسم الکتاب : سنن الدارمي - ت الغمري المؤلف : الدارمي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 24