اسم الکتاب : مختصر صحيح الإمام البخاري المؤلف : الألباني، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 494
لا، فصلَّتْ ساعةً، ثم قالتْ: هل غابَ القمرُ؟ قلتُ: نعمْ، قالتْ: فارتحِلوا، فارتحلْنا، ومضَيْنا حتى رمَتِ الجمرةَ، ثم رجَعتْ، فصلَّتِ الصبحَ في منزلِها، فقلتُ لها: ياهَنْتَاهْ [65]! ما أُرانا إلا قد غلَّسْنا، قالت: يا بُنيَّ! إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَذِنَ للظُّعُنِ [66].
796 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: نزَلْنا المزدلفةَ فاستأذنَتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سودةُ أنْ- تَدفَعَ قَبلَ حَطْمةِ الناس، وكانتِ امرأةً بطيئةً (وفي روايةٍ: ثقيلة ثَبْطةً [67]) فأَذِنَ لها، فدفَعَتْ قَبلَ حَطْمةِ الناسِ، وأَقَمنا حتى أصبَحنا نحنُ، ثم دَفعْنا بدفْعهِ، فلأَنْ أَكونَ استأذنتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأذنتْ سوْدةُ أَحَبُّ إليَّ من مَفروحٍ بِه [68].
100 - باب مَن يصَلي الفجرَ بجمْعٍ
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث ابن مسعود المتقدم قريباً برقم 792).
101 - باب مَتى يُدْفَعُ من جمْعٍ؟ [65] أي: يا هذه. و (التغليس) ضد الإسفار لصلاة الفجر. [66] بضم الظاء المعجمة والعين المهملة ويجوز سكونها: جمع ظعينة، وهي المرأة في الهودج. [67] بسكون الموحدة أي: بطيئة الحركة، والثقيلة قيل إنه تفسير الثبطة تقدم عليه مدرجاً. وقوله: (قبل حطمة الناس) أي: قبل زحمتهم، لأن بعضهم يحطم بعضاً من الزحام.
قلت: واعلم أنه ليس في الحديث التصريح بأن الإذن كان شاملاً للرمي قبل طلوع الشمس، فيحمل على الانصراف من المزدلفة قبيل الفجر، فهو المأذون به نصاً، وأما الرمي فهو اجتهاد منها معارض لنص آخر لم يبلغها، وهو حديث ابن عباس المتقدم آنفاً، ومن ألفاظه عند أبي داود وغيره قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم ضعفاء أهله بغلس ويأمرهم، يعني لا يرمون الجمرة حتى تطلع الشمس. فهذا نص في التفريق بين الانصراف من المزدلفة في الغلس، وبين الرمي قبل طلوع الشمس، فاحفظ هذا فإنه هام جداً. [68] أي: من كل شيءٍ يفرح به ويسر.
اسم الکتاب : مختصر صحيح الإمام البخاري المؤلف : الألباني، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 494